خالد الطراح: «بس_مصخت».. مبادرة وطنية مدنية
زاوية الكتابكتب خالد الطراح نوفمبر 13, 2019, 11:05 م 709 مشاهدات 0
سجل تاريخ الكويت الحديث، مساء الأربعاء 6 نوفمبر 2019، مبادرة وطنية مدنية بعنوان «بس_مصخت»، وهو تعبير شعبي عن وضع سياسي عام يلخص تساؤلاً الى متى؟ إلى متى؟ ونحن كشعب نشهد وضعاً يزداد سوءاً وتراجعاً بسباق مع الثواني! جمعت «بس_مصخت» كل الصدور التي ضاقت، والعقول التي فقدت الصبر، بوقفة احتجاجية، من أجل الكويت وطناً وشعباً والنظام الدستوري.
فالمبادرة ولدت على لسان مواطن واحد، لكنها جمعت كل أطياف وفئات الشعب، نتيجة تلاقي آراء ومواقف شعب محب لوطنه ونظامه الديموقراطي، كما وثق دستور الدولة العقد الاجتماعي والسياسي بين الشعب والأسرة الحاكمة، أسرة الصباح الكرام. أطلق المبادرة المواطن والنائب السابق صالح الملا في لحظة تمعن دقيقة في وضعنا الحالي وما آلت اليه الظروف من تدهور مفزع على كل المستويات، معبراً عن موقف ليس شخصياً، وإنما تعبير عما يجول في الخواطر في كل أنحاء الكويت من شمالها حتى جنوبها.
احتضن صالح الملا، وهو صاحب موقف مقاطع للنظام الانتخابي الحالي أي نظام الصوت الواحد، المبادرة، كاسراً حاجز الصمت الأسمنتي على ما تشهده حلبة الحكومة ومجلس الأمة من صراع وسباق محموم كما يبدو نحو أجندات خاصة للبعض، وجامعة للبعض الآخر، قد تغتال يوماً النظام الدستوري لتصبح آفة الفساد أكبر من الدستور والقانون!
«بس_مصخت» أصبحت مبادرة مدنية ملكاً للشعب الكويتي بكل أطيافه، بهدف التصدي للفساد صوتاً وفعلاً سلمياً، فالفساد بات سرطاناً خبيثاً في جسد الوطن الواحد! صحيح تقع المسؤولية بالدرجة الأولى على السلطتين التشريعية والتنفيذية في اجتثاث منابع الفساد، ولكن هذا لا يعني تبرئة ساحتنا كشعب، فنحن شركاء في المسؤولية في حال استمر السكوت عن أصوات صبيانية وشيطنة سياسية تستهدف الدستور والمذكرة التفسيرية، التي لا تحتمل اللبس أو الاجتهاد. سينتهي هذا الإعلان خلال 15 نحن كشعب أيضاً مساءلون أمام التاريخ ومكتسبات ديموقراطية حققها الأجداد والآباء أيضاً ووضعها أمانة في أعناق أصحاب الضمائر الحية وحفرها في وجدان الشعب، الذي قدم ملاحم من البطولات داخل الكويت وخارجها إبان الغزو العراقي للكويت والالتفاف حول القيادة الشرعية.
فالسلطتان تعاملتا مع سرطان الفساد وكأنه ورم حميد أو وعكة صحية طارئة يستوجب هذا المرض فقط الصبر، وهو نكران للحقيقة وتجاهل للواقع. لعل ما شهدناه في ساحتي مجلس الأمة وكذلك الحكومة في السنوات الأخيرة من انحراف البعض في المسار السياسي يضاعف المسؤولية علينا كمواطنين في الشراكة الجماعية في تصحيح المسار، لا سيما بالوقوف ضد أي مساس بدستور الدولة. ينبغي أن تظل المبادرة ضمن الإطار المدني ضد الفساد، فليس المأمول سوى أن تتسع الصدور لها وتحتضنها، كما احتضن الحاكم والمحكوم منذ نشأة الكويت تحديات سياسية عميقة وتضحيات بشرية أيضاً، حتى صدور دستور 1962.
مبادرة «بس_مصخت»، نأمل أن تنتقل أهدافها الوطنية من بيت إلى آخر، وبمشاركة لا تستثني أحداً، فجميع أعضاء السلطتين هم مواطنون، ونأمل أن يكونوا شركاء في مبادرة ليس هدفها التخوين أو التجريح، وإنما جمع الشتات الكويتي ضد الفساد وحول دستور الدولة.
أشكر الأخ صالح الملا على التعبير الصادق لمبادرة تحاكي واقعاً مُراً، والمسؤولية تقع اليوم علينا جميعاً كشعب محب لوطنه في دعم مبادرة «بس_مصخت» بالتوافق والاتفاق ضد الفساد ومن أجل «مستقبل واعد بلا فساد».
تعليقات