زايد الزيد: فاجعة دهس الطالب أمام مدرسته تعبر عن خلل كبير في نظام ادارة المدارس لدينا

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 364 مشاهدات 0


حادثة وفاة الطالب المرحوم يعقوب أحمد الجفين أمام مدرسته، وهي مدرسة شيخان الفارسي الابتدائية بعد حادثة دهس مؤسفة تعرض لها أثناء عبوره الطريق في مواقف السيارات الخارجية في المدرسة، حادثة مؤسفة ومفجعة تعبر عن خلل كبير في نظام ادارة المدارس لدينا وحماية الطلاب خارج أسوار المدرسة رغم مئات الملايين من الميزانيات المرصودة كل عام لوزارة التربية.
ففي جميع الدول تقريباً، حتى الفقيرة والمتوسطة منها، فإن المدارس تكون محمية بسياج من القدسية والتنبيهات المتكررة على وجود أطفال فيها، اضافة الى مطبات واشارات ضوئية ولوحات تنبه على موقع المدرسة وتطالب بتخفيف السرعة والمشي بتؤدة وتأن وهو أمر غير موجود في مدارسنا مع الأسف الشديد، حتى إن بعض مدارسنا تقع على الطرق السريعة في مخالفة صريحة وواضحة لأدنى متطلبات ومعايير السلامة والأمان للأطفال.
ان المسؤولية تقع بالمقام الأول على وزارة التربية التي لم تقم بتوفير متطلبات الأمان هذه للأطفال الأبرياء، ما قد يجعل الباب مشرعاً أمام حوادث أخرى قادمة لا سمح الله، ومن واجب الوزارة أن تقوم بتعيين رجال أمن يشرفون في كل مدرسة على رعاية الطلاب ساعة الدخول وساعة الخروج من المدرسة، أو القيام بجدول صارم يلزم مجموعة من المعلمين بعدم الانصراف حتى انصراف آخر طالب لديهم مع الاشراف على عملية استلام عائلاتهم أو سائقيهم لهم.
كما أن المسؤولية منوطة أيضاً بسكان المناطق التي تقع فيها المدارس للضغط على مجالس ادارات جمعياتهم التعاونية مثلاً لطباعة ووضع لوحات وتنبيهات تشير الى وجود مدارس في المنطقة، أو تصميم اشارات مشاة كما هو معمول به في كل دول العالم تقريباً، وسط غياب لهذه الثقافة في الكويت مع الأسف الشديد.
اننا نعزي عائلة الطفل الفقيد ونسأل الله له الرحمة والمغفرة، ونتمنى أن تكون هذه الحادثة المؤسفة آخر حادثة تحدث في مدارسنا، ونطالب وزارة التربية بسرعة تفعيل اجراءاتها ودراسة الموضوع وحله حتى لا تتكرر الكارثة المؤسفة، بدلاً من الانشغال بتنظيم الفعاليات التي ليس لكثير منها أي معنى في تطوير العملية التعليمية، ونشدد على أن أي تطوير للتعليم يبدأ من الحفاظ على صحة الطالب وعلى سلامته النفسية والجسدية.

تعليقات

اكتب تعليقك