جاسم القامس :امن الدولة ضربوني واسمعوني نباح الكلاب

محليات وبرلمان

واحدهم قال : شكلك تحب محمد الصقر ... وجعلوني ابصم وانا معصوب العينيين

1774 مشاهدات 0


يروي الزميل جاسم القامس تفاصيل اعتقاله قائلا:ً «ما أن التقطت الصورة حتى انقض علي ستة رجال أمن بملابس مدنية من خلفي دون أن أراهم، مطالبين بأخذ الكاميرا، ومع رفضي وتمسكي بها ومطالبتي إياهم بإبراز هوية قال أحدهم: معاك مباحث أمن الدولة، مو شغلك بالهوية. وأخذوا بدفعي لإدخالي إحدى السيارات التي أتوا بها وكان عددها 3 سيارات، بغية اعتقالي. فقاومتهم، وكان مشهداً أشبه بمشاهد الخطف للعصابات في الأفلام الأجنبية، على مرأى ومسمع من الناس، دون أن يحرك أحداً من المارة ساكناً، إلا أنني بالنهاية استسلمت لهم وتم اعتقالي». وأضاف القامس: «أثناء وجودنا في السيارة طلب مني رجل الأمن الضخم الجالس بجانبي أن أعطيه هاتفي النقال، وأعطيته، فأخذ يعبث به. بعدها سألني: أين الصورة؟ فقلت له إنها ليست في الهاتف، بل في الكاميرا وأنت طلبت الهاتف، فسألني: إنت حمار؟ وصفعني على رأسي وأخذ مني الكاميرا وكافة حاجياتي وهي المحفظة ومفتاح السيارة والهاتف والكاميرا، وطلبوا مني عد النقود الموجودة للتأكد من وجودها عند خروجي. وقبل الوصول لمبنى أمن الدولة في جنوب السرة، جردني أحد أفراد الفريق من قميصي ووضعه على وجهي، كي لا أرى الطريق، وقلت له إن مبنى أمن الدولة معروف للجميع، فرد عليّ بأن هذه إجراءات الإدارة». ويكمل القامس: «مع دخولنا للإدارة سمعت صوت نباح للكلاب خارج السيارة، وما إن دخلت -معصوب العينين- لأحد المباني ارتديت قميصي مواجهاً لأحد الحوائط ووضعوا لي عصبة عين أخرى، ثم اقتادوني الى غرفة التحقيق التي كان بها حسب تقديري خمسة أشخاص أخذوا يصرخون ويصفعون، وقالوا لي: إذا كنت تعتقد أن هذه هي حرية الصحافة، فنحن سنعلمك ما هي حرية الصحافة. وواصلوا صفعاتهم، ثم أتوا بعصاة ومسحوها على كتفي قائلين: الحين نعلمك حرية الصحافة. وضربوا يدي بها عدة ضربات وعادوا للصفعات فيما لا تزال عيناي معصوبتين لا أدري بمن حولي. وأضافوا: إن طلعت وتكلمت راح نجيبك من فراشك وانت نايم». وتابع القامس قائلا: « سألوني عن سبب التقاطي للصورة، فأجبت بأني صحفي وهذا هو عملي. فسألوا عن سبب وجود الكاميرا معي، فقلت لهم إنها معي دائماً بحكم العمل. فسألوا عن سبب مقاومتي لرجال الأمن عند اعتقالي، فقلت أنني لم أكن متأكداً أنهم رجال أمن لأني لم أرى الهوية. فصفعني أحدهم وقال: متأكد ما شفت الهوية؟ قلت له، لم أر الهوية. فصفعني مرة أخرى وقال: ما قالوا لك أنهم مباحث؟ أجبته بالإيجاب. فقال: خلاص عيل، يعني شفت الهوية. وصفعني، فقلت بيأس: اللي تشوفه». وأوضح القامس أنه علم من حديث المحيطين به أثناء التحقيق أن اعتقال الصايغ قد يكون ناتجاً عن أحد التعليقات التي بها مساس بالذات الأميرية الواردة في «منتديات موقع الأمة» على الانترنت، من شخص مجهول الهوية. علماً بأن الصايغ هو من يدير هذا الموقع. ولمح من أحاديث الضباط أن الصايغ كان متعاوناً في محاولة الكشف عن ذلك الشخص عن طريق الـ (IP Address). وأشار القامس الى أنه «في كل مرة يقال لي أن من أمامي هو ضابط التحقيق ويجب أن أجيب على أسئلته، فتتكرر الأسئلة مع بعض الإهانات منها (يعني يكون سبق صحفي) إحنا نراويك السبق الصحفي... يعني يكون حرية صحافة». ولفت إلى حديث أحدهم الذي قال «محد مخسبق هالديرة إلا إنتوا، ما تقدرون هالديرة اللي صرفت عليكم وسوّتكم، إحنا كويتيين وقاعد نأدي عملنا.. إنت مو كويتي وتحب ديرتك؟» فأجبته بالإيجاب، فقال «ليش تعرقل عمل أجهزة الأمن، هذي تهمة كبيرة». وأضاف القامس: «أعتقد وأنه أثناء التحقيق معي سمعت صوت زميلي بشار يدخلونه لغرفة مجاورة، وقد حرصوا على صفعي بقوة أثناء ذلك رغبة - في ما يبدو - لإخافة بشّار». وتم اقتياد جاسم بعد ذلك معصوب العينين لمبنى آخر، اتضح أنه مبنى السجن. وقال «أدخلت لزنزانة انفرادية قياسها 3 أمتار في 2، وبها صنبور مياه وحمّام ومكان للاستحمام وفراش. وجلست هناك لعدد من الساعات حتى أخذت مرة أخرى لتحقيق آخر طال لنحو ثلاث ساعات، مع عدد من الضباط، وبدا تحقيق غير رسمي، حيث غلب عليه طابع الحوار في شتى الأمور، وكانوا في تلك الأثناء ودودين، على غير التحقيق في المرة الأولى وأعطوني الشاي والسجائر. وكانوا يسألون أسئلة متنوعة، كان منها أسئلة عائلية وخاصة، كما سألوا عن رأيي بما يجري في الساحة السياسية، وشرحت لهم - بناء على رغبة أحدهم- السجال الذي دار في جلسة مجلس الأمة بين النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع الشيخ جابر المبارك والنائب سعدون حماد، عندما ادعّى حماد أنه قد تمت مراقبته من قبل رجال الأمن، كما شرحت لهم الأحداث الأخيرة بين رئيس مجلس النواب الأردني عبدالهادي المجالي والنواب الكويتيين، لاعتقادي أن هذه هي القضية التي اعتقلوا بشار بسببها، خصوصاً وأنه كان ضمن الوفد الإعلامي الكويتي ويملك تسجيلاً لما دار». وتابع القامس: «بدأ تحقيق رسمي سجلت فيه أقوالي مع أحد الضباط، سألني فيه عن رأيي في الساحة السياسية، ورأيي في حل مجلس الأمة، ثم سألوني عمّن يعجبني من النواب، وعن دراستي في الولايات المتحدة الأميركية. وحينها قال لي ضابط التحقيق: يعني لغتك الإنكليزية زينة؟ وأجبته بالإيجاب، فقال: نبيك تشتغل عندنا في الترجمة، شرايك؟ (Part Time) والراتب نتكلم فيه بعدين. فأجبته: إن شاء الله نخلص ونشوف. فأكمل الضابط وكأني لم أقل شيئاً: لكن على شرط أن تجيب لنا أخبار من الجريدة. فقلت له ما يجوز، يعني هل ترضون أنقل أخبار الترجمة اللي عندكم للجريدة؟ فقال: شكلك تحب محمد الصقر - في إشارة الى مالك جريدة «الجريدة» فأجبته: والله هو خوش إنسان. ثم أتى المحقق بحبر وطلب يدي اليسرى ليأخذ بصماتي، وقال لي إنني سأبصم على أقوالي، علماً بأن عيني معصوبتان ولا أدري ما بصمت عليه. وسألتهم بعد ذلك عن الإجراء المتبع قبل أخذي مجدداً للزنزانة، فقالوا لي أن مديري الإدارة سينظرون في قضيتي صباحاً ويقررون بشأنها. وتم اقتيادي بعد ذلك للزنزانة من جديد وفك العصبة عن عيني. وكانت الساعة حينها ما بعد منتصف الليل، وحاولت النوم لكني لم أستطع، وكان رجال الأمن في كل حين يأتون لسؤالي عن اسمي ويسألون المعتقلين الآخرين عن أسمائهم، فعلمت أن زميلي بشار في الزنزانة التي بجانبي، بالإضافة إلى صديقه مهلهل المضف. وفي اليوم التالي، تم اقتيادي مرة أخرى -معصوب العينين- لمبنى التحقيق، فكان ضابط التحقيق ذاته هناك وقال لي إنني سأكتب تعهداً يقضي بعدم التعرض لرجال الأمن أو عرقلة عملهم، بالإضافة إلى تعهدي للحضور لإدارة أمن الدولة متى ما طلب مني ذلك. وتم تسليمي حاجياتي كاملة باستثناء الكاميرا، التي قالوا لي أن آتي بعد يومين لاستلامها. وأعطاني كلمات عن الوطنية وأهمية الحفاظ على أمن البلاد، ثم اقتادني أحد الأفراد لباب يؤدي إلى خارج المبنى. فكنت طليقاً، وأوقفت سيارة أجرة ركبتها الى مقر عملي في «الجريدة»، لأكتشف أن لا أحد يدري بأمر اعتقالي، سوى اعتقال زميلي بشار.
الآن

تعليقات

اكتب تعليقك