وباء القرن وتطمينات حكومتنا؟!

محليات وبرلمان

فيروس انفلونزا الخنازير ينتقل بسرعة عالية بين الدول ويصيب 6 حالات بجاراتنا السعودية

1120 مشاهدات 0


بعد اعلان منظمة الصحة العالمية رسميا أمس الخميس رفع مستوى إنذار مرض إنفلونزا الخنازير إلى الدرجة السادسة القصوى ليصبح بذلك أول وباء عالمي في القرن الحادي والعشرين، حيث قالت مديرة منظمة الصحة العالمية مرغريت شان خلال مؤتمر صحافي أن 'فيروس أي اتش 1ان1' لا يمكن وقفه، يجعل الكل يتساءل عن كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات، وتختلف الدول في تعاطيها مع مثل هذه الكوارث، فأمريكا على سبيل المثال خصصت 225 مليون دولار لمكافحة انفلونزا الطيور الأعوام الماضية، بينما  أكد تقرير للبنك الدولي أن الدول والمنظمات انفقت 286 مليون دولار فقط على مكافحة انفلونزا الطيور من أصل 1.9 مليار دولار قد تعهدت بانفاقها في حال انتشار المرض الذي أصاب 55 بلدا في عام 2007م، كما أشارت تقديرات إلى أن الخسائر الاقتصادية التي تعرض لها قطاع الدواجن في منطقة جنوب شرقي آسيا وحدها بلغت حوالي 10 مليارات دولار، وأن عمليات إعدام الطيور الداجنة المصابة كلفت قطاع تربية الدواجن في أفريقيا حوالي 60 مليون دولار أخرى، معظمها مملوكة من قبل مزارعين فقراء في بلدان العالم النامية.
البنك الدولي وجه دعما سريعا للمكسيك الذي اكتشف فيها المرض بأكثر من 205 مليون دولار أمريكي، وبعد انتشار الفيروس ووصوله لجميع قارات العالم وصل حجم الانفاق حاليا لأكثر من 20 مليار دولار تقريبا، ومن المتوقع أيضا أن يصاب قطاع السياحة هذا العام بخسائر تصل الى 220 مليار دولار بعد اعلان الوباء الأول في القرن.
مايعنينا في الكويت هو معرفة الاجراءات الحكومية التي ستقوم بإتخاذها وزارة الصحة وبقية الجهات الرسمية الأخرى، فما أعلنه يوم أمس الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة د. يوسف النصف  ان هناك اتصالات دائمة ومستمرة مع منظمة الصحة العالمية بعد رفع درجة الطوارىء الى السادسة لفيروس (اي 1 اتش ان 1)واعلانه كوباء، وهذا لا يعني أن الفيروس أصبح أكثر خطورة وانما زادت البقعة الجغرافية التي انتشر فيهاالمرض، مشيرا الى ان رفع درجة التأهب جاء بعد ارتفاع عدد المصابين بالمرض الى اكثر 27 الف حالة في نحو 74 دولة كما تسبب في 141 حالة وفاة، مؤكدا الى ان الوزارة تعمل ضمن منظومة منظمة الصحة العالمية وتتبع جميع الاجراءات الدولية المتبعة بهذا الصدد مؤكدا خلو البلاد من هذا الوباء، وقال ان الوزارة متفاعله مع الحدث منذ البداية ووضعت خطة طوارىء محكمة لمجابهة هذاالوباء ابتداء من فحص جميع القادمين من الدول الموبوءة واستخدام الكاميرات الحرارية واصدار تعاميم للاطباء العاملين في القطاعين الحكومي والخاص حول كيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها، وذكر النصف ان الوزارة قامت بتدعيم احتياجات مختبراتها للكشف واختبار العينات عن المرض كما ان لديها مخزونا دوائيا كافيا يقدر ب 10 ملايين كبسولة من الدواء تكفي لعلاج مليون مصاب.
وقال ان الوزارة اصدرت نشرات توعوية حول انفلونزا الخنازير وقامت بانشاء غرفة عمليات للتوعية والرد على جميع انواع الاستفسارات المتعلقة بهذا المرض اضافة الى تنسيقها الكامل مع مستشفى الامراض السارية والطوارىء الطبية والمستشفيات العامة في كيفية التعامل مع المرض واستقبال ونقل الحالات في حال ظهورها، ويوجد في الكويت ثلاثة أنواع من الأدوية لعلاج انفلونزا الخنازير وهي كبسولات (التاميفلو) وبخاخ (ريلينزا) الذي يعطى للأشخاص الذين يوجد عندهم مشكلة في عملية البلع اضافة الى وجود شراب لعلاج الوباء يعطى للاطفال.
ولكن تزايد الهواجس لدى المواطنين والمقيمين لاتخففه الاجراءات الحكومية حتى الآن، فما يتم في مطار الكويت من فحوصات أمر مضحك ومبكي في نفس الوقت، فكل من عاد من السفر خلال الفترة الأخيرة كان شاهد عيان على مايحصل في مطار الكويت الدولي فالفحوصات لايخض لها الا عدد محدود بينما البقية يدخلون الى البلاد دون فحص، وعندما نعمل مقارنة مع الدول الأخرى وحتى النائية منها نجد صرامة في الاجراءات واخضاع الجميع للفحص الذي لايستغرق أكثر من 10 ثواني حيث يقف المسافر أمام كاميرا حرارية تلتقط صورة له تبين اصابته من عدمها.
أما مايحصل في مستشفى الأمراض السارية فحدث ولا حرج،  فالمبنى لوحده فقط يحتاج الى انعاش، ناهيك عن عدم التعامل غير المهني من قبل الهيئة الطبية والهيئة التمريضية مع أي مشتبه بالاصابة، أو المصابين بأمراض معدية، فهل يعقل أن تكون هناك أجحة عمومية بمستشفى مخصص لمعالجة الأمراض المعدية، وبعد أن أعلن عن اصابة ثلاث حالات جديدة بإنفلونزا الخنازير في المملكة العربية السعودية الشقيقة اليوم، لابد أن نتخذ الحيطة والحذر لأن الوقاية خير من العلاج كما يقال، ولأن حكوماتنا المتعاقبة لها سوابق كارثية بالتعامل مع الحالات الطارئة آخرها حريق الجهراء، وأيضا لأن الكثير من المواطنيين والمقيمين يجهلون التعاطي مع الأحداث ولا يأهبون لما يجري حولهم، كما تذكرنا احداث حرب التحرير على العراق، حيث كانت الصواريخ تتساقط على مناطق مختلفة بالبلاد والناس تتجول بالشوارع والأطفال يلعبون الكرة فرحين بإجازة المدارس التي منحت لهم بتلك الفترة، لانجد أفضل من التضرع لله عزل وجل والدعاء له جل جلاله أن يقينا شر الأمراض ويدفع عنا البلاء انه على كل شيئ قدير.


 

الآن - تقرير: محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك