#جريدة_الآن تنشر النص الكامل للنطق السامي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ #صباح_الأحمد

بسم الله الرحمن الرحیم

 (واتقوا فتنة لا تصیبن الذین ظلموا منكم خاصة) صدق الله العظیم

 الحمد رب العالمین والصلاة والسلام على سیدنا محمد خاتم الأنبیاء والمرسلین وعلى آلھ وصحبھ أجمعین. إخواني

 وأبنائي رئیس وأعضاء مجلس الأمة المحترمین .... 

على بركة الله نفتتح دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشریعي الخامس عشر لمجلس الأمة ضارعین إلى المولى القدیر أن یلھمنا السداد ویھیئ لنا من أمرنا رشدا ویمدنا بعون منھ للقیام بواجبنا في خدمة الوطن والمواطنین .

 الأخوة المحترمین ....

 یسرني أن أنتھز ھذه المناسبة لتجدید شكري وتقدیري لإخواني وأبناء شعبي الكریم وللمقیمین على أرض الكویت الطیبة على ما أبدوه جمیعا من طیب المشاعر وصادق الدعوات ومن متابعة مستمرة للإطمئنان على صحتنا كما أجدد شكري أیضا على ما عبروا عنھ من مشاعر الفرحة والابتھاج والسرور بمناسبة عودتنا إلى أرض الوطن الغالي ونحن ننعم بفضل الله تعالى بوافر الصحة والعافیة مجسدین بذلك روح الأسرة الكویتیة الواحدة التي تربطھا أواصر المحبة والمودة التي تبرز سمات الشعب الكویتي الكریم وأصالتھ 

كما أنني أجدد الشكر لإخواني أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربیة الشقیقة والصدیقة على كریم اھتمامھم ومتابعتھم وعلى ما عبروا عنھ من طیب المشاعر وصادق الدعاء والتمنیات. الإخوة المحترمین... 

تشھد منطقتنا ظروفا مصیریة عصیبة غیر مسبوقة ونتابع بكل القلق والألم ما یجري في عدد من الدول الشقیقة من مظاھر التصعید وعدم الاستقرار والتي نسأل المولى عز وجل أن تنتھي إلى ما یحقق الخیر والأمن والرخاء لإشقائنا في ھذه الدول 

وأجد لزاما أن أنبھكم مجددا إلى خطورة الأوضاع الملتھبة التي تعصف حولنا والتي نستشعر أخطارھا وخطورة تداعیاتھا وآثارھا التي تھدد أمننا واستقرارنا ومستقبل أجیالنا فلم یعد مقبولا ولا محتملا استمرار خلاف نشب بین أشقائنا في دول مجلس التعاون أوھن قدراتنا وھدد إنجازاتنا الأمر الذي یستوجب على الفور السمو فوق خلافاتنا وتعزیز وحدتنا وصلابة موقفنا 

كما علینا على المستوى العربي أن نتجاوز خلافاتنا وأن نضع المصالح العلیا لأمتنا فوق كل اعتبار وھي مسؤولیة تاریخیة سیحاسبنا علیھا المولى عز وجل قبل حساب التاریخ وإزاء ھذه الظروف الدقیقة علینا أن نأخذ العبرة مما یجري حولنا ولا خیار أمامنا إلا ترسیخ وحدتنا الوطنیة وتلاحم مجتمعنا ونبذ أسباب الفتن والفرقة وإثارة النعرات العصبیة البغیضة ومن أخطرھا انحراف وسائل التواصل الاجتماعي التي صارت معاول تھدم وتمزق الوحدة الوطنیة وتسيء إلى سمعة الناس وكراماتھم وأعراضھم وقد دعوتكم غیر مرة إلى تحرك جاد وعاجل للقضاء على ھذه الظاھرة الخطیرة وحمایة مجتمعنا من آفاتھا الفتاكة. 

الأخ رئیس مجلس الأمة ...

 الأخوة المحترمین إننا في دور الانعقاد الأخیر في ھذا الفصل التشریعي فلعلھا فرصة طیبة لتحقیق إنجازات مشھودة تضاف إلى سجلكم في خدمة الكویت وأھلھا الأوفیاء إنني أدعو الجمیع بل أطلب من الجمیع مجلسا وحكومة بأن تكون مصلحة الكویت دائما ھمكم الأول وشغلكم الشاغل الذي لا تعلو علیھ مصلحة أو غایة أو اعتبار... ما یستوجب منكم التعاون البناء والجاد في سبیل مصلحة الكویت العلیا والذي لا یعني أبدا التنازل عن اختصاصكم الدستوري بل حسن استخدامھا وعدم التعسف والغلو فیھا. 

ولا یفوتني ھنا أن أؤكد ثقتي الكبیرة بمعالي رئیس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم وبسمو الشیخ جابر المبارك الحمد الصباح رئیس مجلس الوزراء ودورھما المثمر في تجسید التعاون المنشود بین السلطتین تحقیقا للغایات الوطنیة المأمولة من أجل خدمة الوطن والمواطنین.

 إخواني.. أبنائي.. بني وطني الكریم

 إننا ننعم بحمدالله وفضلھ بوطن جمیل یحسدنا علیھ الأخرون نتفیأ بظلال أمنھ واستقراره نتمتع بخیراتھ وبركاتھ وامل ألا تلتفتوا إلى دعاة التشاؤم والإحباط. إنھا كویت العز والكرامة كویت الحب والوفاء كویت الكرم والعطاء فحافظوا علیھا عضوا علیھا بالنواجذ. ِ 

وھي دعوة للجمیع بأن نزن أمورنا بمیزان موضوعي عاد فلدینا من السلبیات ما لا یمكن القبول باستمراره ولكن لدینا كذلك الكثیر مما نفخر بھ ونعتز كما لدینا من الآمال والطموحات ما یقتضي أن نُشمر عن سواعدنا لتحقیقھ وإنجازه . 

إن الكویت أمانة غالیة في أعناقكم واعلموا بأن التاریخ لا یجامل ولا یرحم ولن یغفر لمن یقصر في أداء ھذه الأمانة المقدسة

 والله یوفقكم ویسدد خطاكم لكل ما فیھ خیر الوطن والمواطنین. والسلام علیكم ورحمھ الله وبركاتھ