زايد الزيد: بيت لكل عائلة.. «بالمشمش»

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 472 مشاهدات 0


مما لا شك فيه أن قضية الاسكان تمثل حجر الأساس بالنسبة للمواطن الكويتي كونها مرتبطة بمصيره المالي والاجتماعي والعائلي وحتى النفسي، ففي بلد لا يستطيع المليونير «بالدولار» أن يشتري منزلاً على حسابه الخاص، لا بد للحكومة من أن تقوم بالوفاء بتعهداتها «الريعية» في توفير سكن لكل مواطن، وبالتالي ايجاد سياسة اسكانية طويلة المدى لاستيعاب أعداد المتقدمين للسكن التي تتزايد كل عام.
هذا الحديث في الفقرة الأولى هو حديث نظري بحت، ولكن عندما نأتي الى الوقائع والمعطيات والتطبيقات، نجد أن الحكومة لم تفشل في ادارة الملف الاسكاني فحسب، بل فشلت في وضع سياسة اسكانية مناسبة تحفظ حق المواطن الذي كفلته له دولة «الرفاه» وفق العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم والذي تُوج بدستور عام 1962.
الحديث المنشور في الصحف الكويتية هذه الأيام حول توقف المؤسسة العامة للرعاية السكنية منذ شهر مايو الماضي عن عقد مؤتمرها الصحافي الشهري، والذي يدور حول عرض وشرح نسب الانجاز وأرقامه، يوضح الورطة التي تورطت المؤسسة فيها بما يخص انهاء المشاريع السكنية الضخمة والكبيرة التي تشرف عليها من المطلاع شمالاً وحتى الوفرة جنوباً.
فبحسب تقرير منشور في أحد الصحف المحلية فان هناك الكثير من المشاريع المتأخرة أبرزها مشروع المطلاع الذي يعد أحد أكبر المشاريع السكنية الكويتية على الاطلاق، ويشتمل على أكثر من 18 ألف وحدة سكنية، اضافة الى 290 شقة في مدينة جابر الأحمد لم يتم تسليمها حتى الآن رغم انتهائها منذ شهور، علاوة على أن عقد جنوب عبدالله المبارك انتهى منذ 6 شهور ولم تتجاوز نسبة الانجاز الفعلية 58% ناهيك عن وجود كوارث أخرى في مشاريع سكنية هنا وهناك.
اننا نعلم أن المؤسسة لا يمكن لها أن تملك عصا سحرية تبني بها هذه المشاريع بدلاً من المقاولين، لكنها تملك حق المحاسبة وايقاع الغرامات وايقاف التعامل مع الشركات التي تفشل في تسليم هذه المشاريع.
وبالرغم من كل هذه الأرقام والدعاوى لايقاع غرامات على الشركات المتأخرة والمطالبة بتشديد رقابة المؤسسة العامة للرعاية السكنية على الشركات، فانني أعتقد أننا لم نلامس موطن الخلل الحقيقي، وهو أن كل ما يحدث تم بسبب محاولة الحكومات السابقة «سلق» المشاريع السكنية كما يسلق البيض، وذلك من أجل تبرئة الذمة أمام أبناء الشعب الكويتي فقط، وكانت النتيجة ما شاهدناه من عدم المقدرة على الاستيفاء بمطالب هذه المشاريع، وبالتالي تخييب أمل الشعب الكويتي وجعل المواطن البسيط الذي يطمح لايجاد بيت يؤويه مع عائلته ينتظر المزيد من السنوات والسنوات.

تعليقات

اكتب تعليقك