زايد الزيد: البنك الدولي .. خدعة كبرى
زاوية الكتابكتب زايد الزيد أكتوبر 25, 2019, 8:20 م 460 مشاهدات 0
طالعت كما طالع غيري من المواطنين خبراً منشوراً في الصحف المحلية يشير إلي مناقشات وتفاهمات حدثت بين الكويت وبين البنك الدولي حول رؤية كويت 2035 وعدد آخر من المواضيع مثل مؤشر رأس المال البشري ومؤشر المرأة وأنشطة الأعمال والاتفاق على التنسيق بين أنشطة البنك الدولي والخطط الوطنية التنموية.
لكنني توقفت طويلاً أمام إصرار المسؤولين لدينا على الاستعانة بالبنك الدولي، خصوصاً على الصعيد الاستشاري، رغم الفشل الذريع في التجارب السابقة التي مرت بها دولتنا الكويت مع هذه المؤسسة الرأسمالية الضخمة وما مرت به دول الخليج كذلك والعديد من دول العالم الثالث، حتى أن أحد القادة العالميين قال إن سبب نجاح بلاده أنه كلما سمع نصيحة اقتصادية من البنك الدولي قام بعمل ماهو عكسها.
وسبق لنا في الكويت أن قمنا بتجربة سياسات البنك الدولي واستشاراتها ووقعنا معه عقوداً تجاوز مجموعها 100 مليون دينار كويتي لتقديم استشارات في النظام التعليمي ونظام المناهج الدراسية وغيرها، رغم وجود أكثر من 160 مستشارا في المركز الوطني لتطوير التعليم يتقاضون رواتب ضخمة دون عمل شيء، وكما كان متوقعاً فشلت هذه الاستشارات المقدمة من البنك الدولي فشلاً ذريعاً، حتى أن وزارة التربية قامت بإنهاء العقود قبل انتهاء مدتها الطبيعية.
وتبين فيما بعد أن الدورات والآليات التي يقدمها البنك الدولي بشأن التعليم هي آليات مكررة، والدورات التي تُعقد للمعلمين والموجهين لإفهامهم المناهج الجديدة التي يقوم البنك الدولي بتقديم مشورته فيها هي دورات تعقد منذ سنوات طويلة دون تغيير فيها، وهو ما يتناقض مع مزاعم التجديد والتطوير التي يروج لها البنك الدولي لدولنا وحكوماتنا وشعوبنا.
مشكلة البنك الدولي وسبب فشله في كل القطاعات الكبرى التي دخلها في البلدان النامية والبلدان متوسطة النمو هي أنه يقوم بتقديم دراسات واستشارات لا تتوافق مع التاريخ والعادات والثقافة المجتمعية لهذه الدول، فهو يريد تقديم الحلول الناجحة بأسبابها ومسبباتها في النظام التعليمي البريطاني مثلاً ويضعه هكذا نسخ لصق في الكويت، وهو ما رأيناه في العديد من الاستشارات التي قدمت لدول شقيقة حول مفهوم تقليل استهلاك الوقود عبر تشجيع قيادة الدراجات الهوائية حتى في فصل الصيف، رغم أن أي كائن حي لا يستطيع المشي لأمتار قليلة في ظهيرة يوم حار في الخليج العربي، فالمستشار الذي يحاول وضع الحلول الجاهزة والقوالب النمطية لم يزر الخليج ولم يتعرف على ثقافة أهله وطبيعة بلدانه، لذلك فإن ثقافته في تقديم الاستشارات تكون ثقافة مزورة وغير متناسبة معنا.
إن الحل سهل وبسيط، وهو تشجيع الكفاءات الوطنية في مجال التعليم وعدم إغراقها في البيروقراطية الحكومية وفتح آفاق تقديم الاستشارات والمشاريع التربوية والتعليمية أمام الشباب المتعلم الذي تخرج من أرقى الجامعات العالمية وذلك بدلاً من البنك الدولي والشركات الاستشارية التي تمتص أموال دول الخليج .
تعليقات