زايد الزيد: العزاب.. قنبلة موقوتة

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 591 مشاهدات 0


لا شك أن منطقة جليب الشيوخ تمثل صداعاً سكانياً وأمنياً وتنظيمياً على البلاد، بسبب كثافة عدد سكانها ودمار بنيتها التحتية ومقدار التلوث والسوء الذي تحتضنه هذه المنطقة حتى باتت العاصمة الأولى للعزاب ليس في الكويت فحسب، بل في دول الخليج العربي رغم وقوعها في موقع جغرافي مهم حيث القرب من وسط البلد، ووسط جامعة الكويت الجديدة وستاد جابر ومطار الكويت الدولي.
وسبق وأن أشرنا في العديد من المقالات إلى الخطر الذي تمثله هذه المنطقة، وإلى ضرورة التعامل معها ووضع دراسات واقعية لإزالتها ونقل العمالة الكثيفة فيها إلى مدن عمالية نظيفة ومرتبة، بدلاً من الفوضى التي يعيشونها والتي تسبب خسائر كبيرة للدولة بفعل زيادة الأحمال الكهربائية والإضرار بالبنية التحتية كما أشارت بذلك وزارة الكهرباء والماء أكثر من مرة.
وبدلاً من إيجاد حلول جذرية للتعامل مع هذه المنطقة، فوجئنا بتصريح المدير العام للبلدية قبل أيام بقوله إن البلدية ستقوم بمخالفة العقارات في المنطقة وإغلاق المحلات غير المرخصة، مع تأجيل قضية العزاب إلى وقت آخر لحين توفر أماكن بديلة لمنع تسربهم إلى مناطق أخرى مع التأكيد على القبض على الباعة الجائلين وابعادهم على الفور إنهاءً لحالة الفوضى داخل المنطقة.
لكن هذه الحلول السريعة والمتعجلة لن تنهي الفوضى بداخل المنطقة، بل ستزيدها، وسيلجأ أصحاب العقارات إلى حيل أخرى للتهرب من المخالفات، وسيلجأ الباعة المتجولون الذين يبيعون بضائع مسروقة أو منتهية الصلاحية إلى طرق أخرى، وسيستمر تسرب العزاب إلى المناطق المحيطة بسبب الاكتظاظ السكاني الموجود في المنطقة أصلاً، وما دام هناك غياب لرؤية نهائية في إزالة المنطقة بشكل جذري فإن المشاكل ستبقى موجودة حتى ولو جندت الحكومة كل إداراتها لمحاربتها.
الحل يكمن في بناء مدينة عمالية محترمة ومزودة بجميع سبل الراحة للعمال وتنظيم عملية المواصلات بين هذه المدينة العمالية وبين أماكن العمل لهؤلاء سواء كانوا يعملون في مدينة الكويت أو في المشاريع الحكومية المختلفة خارجها وعدم ترك المجال لتجار العقار العشوائيين الذين يستغلون معاناة العمالة الوافدة واحتياجها للسكن، كما أنهم يقومون بالزحف نحو المناطق السكنية الهادئة وتحويلها لسكن عزاب طمعاً في الحصول على عوائد أكبر وهو ما شاهدناه من شكاوى لأهالي مناطق عديدة منها الفحيحيل والرابية والجهراء والمسايل والفنيطيس وأبوفطيرة والعقيلة وغيرها من المدن.

تعليقات

اكتب تعليقك