أسامة الشاهين: كوكب واحد !
زاوية الكتابحرص دستور الدولة على تأكيد انتماء شعب الكويت للأمة العربية في المادة (الأولى) منه، كما أتى ديننا الإسلامي قبل ذلك بقرون ليؤكد «عالمية» اهتمامات الإسلام والمسلم على حد سواء.
وعليه يجب عدم تخوين وتخويف كل مواطن يهتم بما وراء حدود الوطن العزيز، فالاهتمام له دوافع دينية ودستورية، بجانب كونه فطرة إنسانية، وضرورة وطنية كذلك. لسنا في «نيزك» يسير وحده في فراغ الفضاء وظلامه، بل نحن– بمختلف ألواننا وألسنتنا وأدياننا– أبناء كوكب واحد، نواجه تحديات مناخية وبيئية واحدة، ومخاطر نووية وإرهابية وإجرامية مشتركة عابرة للحدود. وها هي الناشطة البيئية غريتا تونبرغ تخاطب– وهي السويدية ابنة الستة عشر عاما– الجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور نحو 60 زعيم دولة، عن مخاطر التغير المناخي، كما أنها ألهمت الطلبة في 270 مدينة حول العالم للتحرك معها. إن انتشار أفكار بناء الأسوار وطرد «المختلف» حول العالم، يعود لأسباب اقتصادية واجتماعية مختلفة، لكن الجهل بالآخر أو اعتناق أفكار خاطئة عنه مما يعزز ذلك، ولذا قيل: الإنسان عدو ما جهل. كما أن اهتمامنا بالآخرين المختلفين عنا له منافع فردية– بجانب فوائده الجماعية- مثل توسيع مداركنا وآفاق تفكيرنا، ولذلك تقول الحكمة الإنكليزية: فكر عالميًا واعمل محليًا. ختامًا فإننا نعيش عصر «المعلومات والاتصالات» مما يجعل تعرفنا على الدول والثقافات المختلفة متاحًا بنقرة زر في هواتفنا، أو تذكرة سفر ميسرة، أو قناة تلفزيونية نتابعها من منازلنا، ولا عذر أمامنا يحول دون ذلك.
تعليقات