تركي العازمي يحذر من السلبية التي قد تؤدي يوما ما إلى الإنفجار

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 752 مشاهدات 0


الراي

إذا كنا قد تحدثنا عن قياس جودة الهواء، وفق قراءة جهاز الرصد في السفارة الأميركية قبل أيام٬ وأنه يشير إلى أن الهواء لدينا غير صحي٬ ظهر لنا تقرير عالمي (موقع AirVisual )، الذي يقيس جودة الهواء في جميع مناطق العالم، ليقول إن الكويت جاءت في المرتبة الأولى من حيث تلوث الهواء بقراءة 187 على مستوى العالم، بينما قراءة موقع الهيئة العامة للبيئة يقول خلاف ذلك: فأيهما نصدق؟ وزد عليها أن ورشة السفارة الأميركية للإعلام البيئي قالت قبل فترة إن التلوث سبب رئيسي لـ10 في المئة من الوفيات في الكويت.
ويأتيك شخص يشكك بما يقال عن تلوث الهواء، بحجة أن أجدادنا عاشوا سنين ما فيهم إلا العافية: أي منطق وقياس عقلاني يقبل هذا!... هل كان عدد المركبات والمصانع والآليات بالعدد ذاته الذي يسير في الطرق ويبث العوادم؟!
جودتنا تقول «إن كل شيء سليم والأمور سهود ومهود»!
جودتهم تقول إن تعليمنا سيئ وخدماتنا الصحية دون المستوى وطرقنا تسير فوقها مركبات، أضعاف معدل المركبات لكل كيلو متر، وهو ما ذكرته في لقاء تلفزيوني حول مستقبل الطرق في الكويت عام 2013.
عندنا مشكلة في استيعاب العالم من حولنا... إما أننا غير ملمين بالمؤشرات العالمية وهو أقرب لليقين وإما أن العالم بأسره لا يفقه شيئاً ونحن الأصح.
جودتهم في التعليم٬ والرعاية الصحية والممارسة الديموقراطية وحسن استغلال وسائل التواصل الاجتماعي، وعندهم فهم كامل لاحتياجات المواطنين والمقيمين، قبل أن ينطقون بكلمة: لماذا؟
لأنهم يدعمون الدراسات والأبحاث، ونحن نهتم بضخ الأموال في غير مواقعها.
لدينا كوادر بشرية حاصلة على أفضل الدرجات العلمية، وعلى قدر من الحس الأخلاقي الوطني، ولدينا موارد مالية فائضة... وكلاهما غير مستغل بشكل سليم.
الزبدة:
العيب ليس في عنوان المقال «جودتنا وجودتهم»... بل المشكلة في ضعف التركيبة القيادية، وعدم العناية بالكفاءات واحتضان المبدعين منهم.
والعيب ليس فينا نحن من ندق جرس الإنذار محذرين من خطورة المضي في الاتجاه نفسه، دون الأخذ بعين الاعتبار للمتغيرات من حولنا.
لذلك٬ نحتاج لمن يفسر لنا التناقض في قراءة مؤشر جودة الهواء٬ جودة التعليم٬ تصنيف الصحة عما إذا كانت خدمة أو رعاية كما هو في العالم... ونحتاج أن نقيس الفترة التي تستغرقها الدول في تنفيذ المشاريع، مع تكلفة كل مشروع مقارنة بما هو حاصل لدينا، ونريد أن نفهم لماذا نحن على وضع «الصامت» اجتماعياً ومؤسساتياً.
أفيدونا بارك الله فيكم ولكم، فالسلبية تولد حالة انفجار في يوم ما... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك