زايد الزيد يحذر من إستخدام البريد كممر جديد لتهريب المخدرات
زاوية الكتابكتب زايد الزيد أكتوبر 8, 2019, 9:27 ص 496 مشاهدات 0
ان العالم اليوم يقيس مقدار تطور الدول وتقدمها من خلال البنية التحتية وخدمات الاتصالات التي يعرف بها مقدار استعداد الدولة لأن تكون دولة مال وأعمال ومركزاً تجارياً واقتصادياً، أم مجرد دولة غارقة في البيروقراطية الحكومية وعالقة في وحل الاعتماد على النفط كمصدر دخل وحيد لها، في ظل الحروب الاقتصادية المخيفة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية وتقلبات أسعار الطاقة أصلاً.
ولمعرفة قدر استعدادنا لأن نكون مركزاً مالياً واقتصادياً كما تدعي الحكومة منذ عقود فإننا يجب أن ننظر في أهم خدمة من خدمات البنية التحتية الخاصة ببيئة الأعمال وهي خدمات البريد، والتي تعاني من إهمال خطير أدى بها لأن تكون ممراً لبعض المهربين وتجار السموم ليهربوا من خلالها مخدراتهم وسمومهم كما توضح الأخبار التي تتصدر الصفحات الأمنية في الصحف الكويتية بشكل متكرر.
ويعمد تجار المخدرات بحسب ما تذكر الصحف والتقارير الى استخدام البريد الدولي بشكل متكرر، مستغلين حالات الاهمال الكبيرة التي يشاهدها كل مواطن كويتي يتعامل مع مراكز البريد، ليقوموا بتهريب هذه المخدرات من بعض دول أوروبا وأميركا اللاتينية، وبالرغم من جهود رجال الداخلية ومعاونيهم في الجمارك وضبط كميات كبيرة تجري محاولة تهريبها عبر البريد فان هناك كميات أكبر تعبر الى البلاد وفق النظرية المعروفة في «تجارة التهريب» وهي أن ما يجري ضبطه ما هو الا جزء بسيط مما جرى تهريبه.
Yن تجار المخدرات لم يقوموا باستهداف البريد الكويتي إلا بعد معرفتهم وتيقنهم بأن الخدمات البريدية من رقابة وتوزيع للطرود وسرعة واتقان غير موجودة تماماً، وأن إدارات بريدية كاملة يديرها «عمال النظافة» بسبب غياب بعض الموظفين وتسيب بعضهم الآخر، هي إدارات من السهل اختراقها عبر رشوة عمال النظافة المساكين أو تهديدهم كما هو معهود من تجار المخدرات خصوصاً وأن هناك مئات الآلاف من الطرود المكدسة التي لم تسلم لأصحابها رغم حاجتهم لها بسبب عدم وجود الموظفين.
ان الوقت قد حان لأن نقوم بـ«غربلة» الخدمة البريدية في الكويت واعادة هيكلتها وتطويرها، بدلاً من أن تبقى ادارة خاملة مشهورة بالتأخر والبطء وتضييع الطرود، حتى تحولت في النهاية الى ثغرة أمنية كما شاهدنا في أخبار تهريب المخدرات وغيرها، وهو إجراء طالبنا به منذ مدة طويلة، خصوصاً وأن البريد الكويتي كان الرائد في المنطقة منذ عهود ما قبل الاستقلال بسبب موقع الكويت الجغرافي وريادتها السياسية.
تعليقات