بدر البحر يعود للخطاب العنصري : حكمنا الآن على سلوكيات المجتمع، لمن يقال عنهم كويتيون، غير منصف وغير عادل بحق البعض الآخر.

زاوية الكتاب

كتب بدر خالد البحر 1135 مشاهدات 0


إن تحولنا الديموغرافي، بالحجم والكثافة والتوزيع والعرقيات ومكونات النمو، لم يتبع أنماط التطور الطبيعي، بل تأثر بممارسات متعاقبة لعقود، كالتجنيس الجائر وتزوير الجنسية، ما أدى لمزج المجتمع الكويتي الحقيقي بنسيج اجتماعي غير متجانس، وهو ما يجعل حكمنا الآن على سلوكيات المجتمع، لمن يقال عنهم كويتيون، غير منصف وغير عادل بحق البعض الآخر.

لقد كانت علاقة الكويتيين بنوابهم قديما تنتهي بمجرد إلقاء الورقة في صندوق الاقتراع، لأننا نعمل ضمن مفهوم تسليم الأمانة، فلا نقصدهم أبدا لتخليص أي معاملة، ولكن بعد أن جعلت الحكومة لها نوابا أوفياء موالين من أحزاب وطوائف تدعمهم بكل أشكال الدعم «التي تطري على بالك»، وتخلّص معاملات مرشحيهم، وجد المواطن الذي يعمل بمفهوم «تسليم الأمانة» نفسه ضائعا «مبحلقا» عينه للسماء ينظر لبراشوتات يحط أصحابها على الترقيات والمناصب والهبات والمعاملات، وهو يتفرج على ضياع حقوقه.

في فيديو نادر للناشط السياسي الأميركي الأسود المسلم مالكولم إكس، الذي اغتيل عام 1965 وعمره أربعون عاما، شرح فيه من واقع تجربة مريرة الفرق بين تصنيف العبيد قبل الحرب الأهلية الأميركية 61 - 1865، حيث عبيد المنزل الذين يخدمون سادتهم ويحبونهم ويدافعون عنهم لأنهم يحصلون منهم على حياة رغيدة، من وجهة نظرهم، يلبسون ملابسهم ويأكلون بقايا طعامهم ويتوددون لهم. النوع الآخر عبيد الحقل الذين يعملون في زراعة القطن وقطف المحاصيل ويعيشون بالزرائب والأكواخ، وكيف أن عبيد المنزل دائما ما يقنعون عبيد الحقل باتباع أوامر أسيادهم الذين يكرهونهم ويتمنون موتهم إذا مرضوا ويدعون لمزيد من الرياح إذا احترقت بيوتهم. كما يخوفونهم للانصياع لهم وعدم الهروب على الرغم مما يعانونه من ظلم واضطهاد وضياع الحقوق، فإن لم ينفع الإقناع قام عبيد المنزل بالوشاية بهم فيجلدهم أسيادهم أو يشنقونهم. لا نعتقد أننا نحتاج الى أن نشرح أكثر لنفهم ما المقصود بالسادة وبعبيد المنزل وعبيد الحقل.

***

كنا سنكتب في هذه الفقرة عن حرب 6 أكتوبر التي صادفت ذكراها يوم أمس وإسقاطاتها الحالية، لكننا آثرنا أن نتكلم عمن كتب عنه وعن مآثره ورثائه الكثيرون، فتاريخ الأيقونة الصحافية محمد مساعد الصالح، رحمه الله، لا يحصر في مقال، ولعل ذكرى رحيله التي تصادف اليوم من عام 2010 كافية لجعل أحبائه يجرون خيط ذكرياته الذي لا ينقطع. لم أعرفه عن قرب ولكنني صادفته في إحدى احتفاليات جريدة الوطن التي دعاني لها السياسي والكاتب نبيل الفضل رحمه الله.

عُرف عن بوطلال، كما يسميه أحباؤه، الجرأة والعفوية، وهاتان الصفتان لا تبرزان في كاتب إلا في جو من حرية الصحافة، غير الموجود والمكبِّل الآن، وهي دعوة لمراجعة قانون المطبوعات والنشر وقانون الجرائم الإلكترونية ليكونا أكثر مواءمة للصحافة الهادفة، دعوة نطلقها اليوم في ذكرى رحيل شيخ الكتاب محمد مساعد الصالح، رحمه الله، صاحب واحد من أشهر الأعمدة الصحافية «الله بالخير». 

***

إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

تعليقات

اكتب تعليقك