محمد الوشيحي: الكويت (1930 - 1940)
زاوية الكتابكتب محمد الوشيحي أكتوبر 5, 2019, 10:05 م 812 مشاهدات 0
وصلني كتاب من النفائس التي لا تقدّر بثمن. وصلني على شكل هدية، وبعض الهدايا لا تعرف كيف تجازي مُهديها. هو كتاب ينشر "تعاميم البلدية ما بين 1930 و1940"، لكنّه ينشر أيضاً لنا وللأجيال التي تلينا وضع البلد في ذلك العقد من الزمن، وحالة الناس، وطريقة تعامل بعضهم مع بعض ومع الدولة، وطريقة تعامُل الدولة معهم.
هو كتاب سلس غير معقّد، ينشر التعاميم مؤرّخة مرقّمة. ومن ذلك تستشف أنت ما تستشفه، وتتخيل ما يمكنك تخيّله، وتفهم ما تستطيع فهمه لحالة البلد والناس حينها. على أن التقويم المستخدم هو التقويم الهجري.
فتجد تعميماً، على سبيل المثال، يحذّر أصحاب الحمير من إبقاء الحمولة على ظهورها طوال وقت الانتظار، من باب الرأفة بالحيوانات، وتجد تعميماً آخر يمنع النساء المتبرجات من دخول السوق في أيام العيد، وتعميماً ثالثاً يمنع الرجال من الجلوس على أبواب المحلات في الطرقات، باستثناء أصحاب المحلات أنفسهم. وهذا التعميم جاء لمصلحة النساء المتسوقات، كي لا يشعرن بخجل أو رهبة من تجمّع الرجال في الطرقات.
ونجد تعميماً آخر في غاية الإنسانية، أو هو بالأحرى لم يكن تعميماً، بل رسائل للأثرياء كي يمدّوا يد العون للفقراء، وجاء في إحدى الرسائل: "إلى حضرة الوجيه المحترم فلان، إننا ندعوكم للمشاركة في جمع إعانة نشتري بها تمراً يوزع على الفقراء الذين قعد بهم الزمان وعضهم الفقر بنابه من أبناء وطنكم".
هو كتاب من النفائس كما ذكرت في مقدمة المقالة، واسمه "الحلم بكويت حديثة - قصة نشأة بلدية الكويت قبل النفط (1930 - 1940م)". رواه الأستاذ محمد صقر المعوشرجي، الذي شغل منصب المدير العام للبلدية طوال فترة السبعينيات من القرن الماضي، قبل أن يتبوأ منصب نائب رئيس المجلس البلدي، ثم عيّن وزيراً للأوقاف في بداية التسعينيات. وحرّر الكتاب ووثّقه الأستاذ بدر ناصر الحتيتة المطيري.
تعليقات