#تقارير_الآن جاك شيراك.. السياسي المخضرم صديق العرب الذي قاتل بالجزائر ورفض غزو العراق

عربي و دولي

الآن - خاص 982 مشاهدات 0


توفي الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، اليوم الخميس، عن عمر يناهز 86 عاما، وهو السياسي المخضرم الذي عُرف بحبه للعرب وصداقاته القوية مع أغلب الزعماء العرب، كما اشتهر عنه أيضا رفضه القوي للغزو الأمريكي للعراق،

ولد جاك ريني شيراك عام 1932، وهو ابن مدير مصرف أصبح في مرحلة لاحقا مديرا لشركة داسولت للطائرات؛ وخدم شيراك في الجيش الفرنسي في الحرب التي دارت بين الجيش الفرنسي والمقاتلين الجزائريين عام 1954.

حياته السياسية

وفي الستينيات أصبح شيراك مساعدا لرئيس الوزراء جورج بومبيدو، الذي وضعه على طريق المناصب السياسية العليا وعينه وزيرا بلا حقيبة عام 1967.

وكان رئيس آخر وهو فاليري جيسكار ديستان الذي ولاه رئاسة الوزراء عام 1974، وهو المنصب الذي شغله على مدى عامين قبل أن يستقيل.

وفي عام 1976 أسس شيراك حزبه الخاص، وهو حزب التجمع من أجل الجمهورية، الذي انضم إلى أحزاب أخرى ليشكل حزب الاتحاد لحركة شعبية.

وانقطعت فترة توليه لمنصب رئيس بلدية باريس (1977 - 1995) في الفترة من 1986-1988 عندما عاد لرئاسة الوزراء لمشاركته الشهيرة في إدارة البلاد مع الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران، الذي بدا سعيدا بتغيير الحكومة ذات التوجه اليميني كلما سنحت له الفرصة.

وفي عام 1995 مع احتضار ميتران، فاز شيراك بالرئاسة، بعد أن كان ترشح في الانتخابات الرئاسية في عامي 1981 و1988 وخسر في الحالتين.

ويعتبر شيراك أول رئيس فرنسي يخضع للمحاكمة منذ الحرب العالمية الثانية، بعدما أدين عام 2011 بتبديد المال العام، وحكم عليه بالسجن عامين مع وقف التنفيذ.

رفض غزو العراق

وكان ينظر لشيراك على أنه مركز المعارضة لغزو العراق عام 2003 بزعامة الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أن ألمانيا كانت أيضا ضد الحرب، إلا أن شيراك كان أكثر وضوحا في معارضته للغزو الأمريكي للعراق وفي تأكيده على أن أي تدخل عسكري دون دعم مجلس الأمن غير قانوني.

علاقته بالزعماء العرب

يظلّ الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك الذي رحل عن عالمنا الخميس (26 أيلول/ سبتمبر 2019)، الزعيم الغربي الأبرز الذي ربطته على مدى عقود صداقات راسخة بعدد من زعماء العالم العربي، الذين رحل معظمهم اليوم، والرئيس الذي رفض المشاركة في غزو العراق في 2003.

والرئيس السابق لبلدية باريس كان مقرّباً بشكل خاص، منذ بداية الثمانينيات، من رئيس الوزراء اللبناني الراحل ورجل الأعمال الثري رفيق الحريري، الذي اغتيل في بيروت في 14 شباط/فبراير 2005.

وكان شيراك أول رئيس غربي يقوم بزيارة رسمية إلى لبنان في 1996 منذ انتهت الحرب الأهلية في بلد الأرز في 1990، وهو أيضاً الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازة صديقه رفيق الحريري، قبل أن يجمّد العلاقات الدبلوماسية الرفيعة المستوى مع سوريا التي اتّهمت باغتيال الزعيم اللبناني السنّي، وهو ما نفته دمشق على الدوام.

وعندما غادر قصر الإليزيه في 2007 أقام الرئيس السابق في شقة في باريس، على ضفاف نهر السين، وضعتها تحت تصرّفه عائلة الحريري لأكثر من ثماني سنوات.

وتميّز ارتباط جاك شيراك بمنطقة الشرق الأوسط بعلاقات شخصية وطيدة جمعته بقادة العديد من الدول العربية في ذلك الوقت. وكان الراحل قريباً من نظيره المصري حسني مبارك، كما جمعته على مدار 25 عاماً علاقة صداقة قوية مع الملك الحسن الثاني، عاهل المملكة المغربية التي قضى فيها شيراك إجازات عدة.

كما ارتبط بعلاقات وثيقة مع مؤسّس دولة الإمارات الشيخ زايد، الذي توفي في 2004. ناهيك عن شبكة قوية من العلاقات مع قادة السعودية.   

والرئيس الراحل الذي كان ياسر عرفات يلقّبه بـ"الدكتور شيراك" اعترافاً منه بالدعم الذي كان يلقاه منه في الأوقات العصيبة، أحيا "السياسة العربية والمتوسطية" لفرنسا في خطاب شهير ألقاه في القاهرة في نيسان/أبريل 1996.

تعليقات

اكتب تعليقك