#ٍرأينا_الآن منهج صباح الأحمد الدبلوماسي سيدرس للعالم بأسره

محليات وبرلمان

أمير قطر ومن على منبر الأمم المتحدة شكر سموه على جهوده لإنهاء الأزمة الخليجية

1021 مشاهدات 0


افتتاحية

جاءت كلمة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ٧٤ والتي شكر فيها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح على دوره في المصالحة الخليجية وجهوده المخلصة لإنهاء الأزمة الخليجية التي عصفت بدول مجلس التعاون الخليجي لتؤكد على حقيقة مهمة من الحقائق السياسية في المنطقة.

إن الحقيقة التي أكدتها هذه الكلمة هي حقيقة راسخة في الدبلوماسية العربية – التي قل ما توجد بها حقائق وثوابت – وهي حكمة سمو الأمير ومكانته الدبلوماسية في الوطن العربي كراعٍ للسلام ومصلح حكيم في المنطقة وهو ما تجلى في أكثر من موضع ومكان للصراع، لعل الأزمة الخليجية خير شاهد عليها.

وجاءت الأزمة الخليجية المؤسفة بين الدول الشقيقة بسبب خلافات في وجهات النظر لتهدد وحدة مجلس التعاون الخليجي الذي أُنشئ تحت أنظار صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح عندما كان وزيراً للخارجية وأحد عمداء السلك الدبلوماسي العالمي لغاية واحدة وهي الوصول إلى الاتحاد الكامل بين الدول الخليجية وتحولها لكتلة سياسية واقتصادية وعسكرية واحدة تضاهي الكتل السياسية الأخرى .

ورغم كبر سنه، فإن سمو الأمير لم يدخر جهداً في رحلاته المكوكية بين دول الخليج المتخاصمة لتقريب وجهات النظر، حيث نجح نجاحاً باهراً في تجميد الأزمة والتوصل إلى آلية تمنع تصعيدها كما صرح هو بنفسه في البيت الأبيض أثناء لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب أواخر عام ٢٠١٧.

واستطاع سمو الأمير انتزاع احترام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب وقادة الاتحاد الأوروبي والقادة الإقليميين الذين أكدوا أنهم سيعملون على حل الأزمة الخليجية عبر نافذة واحدة وهي الوساطة الكويتية، أي أن خيوط حل الأزمة الخليجية هي بيد صاحب السمو، عميد الدبلوماسية العالمية.

إن شهادة الحق التي شهد بها سمو الشيخ تميم أمير دولة قطر بحق صاحب السمو في أكبر محفل أممي عالمي وأمام جمع القادة العالميين ، لم تكن شهادة الحق الأولى بحق صاحب السمو نظير براعته الدبلوماسية وحنكته السياسية التي جعلت الكويت، ذلك البلد الصغير، يحتل مواقع مهمة في السياسة الدولية ومكانة بارزة في الجغرافيا السياسية العالمية دون أن تدفع الكويت مليارات الدولارات لشراء النفوذ الوهمي أو الاسم "السياسي" ، وذلك لأن مدرسة الدبلوماسية وحل الأزمات والمرور من خلالها تختلف تماماً عن مدرسة شراء الولاءات المؤقتة في السياسة، بل إن العرف الثابت في السياسة العربية هو السعي لمكانة صاحب السمو لحل أي خلاف عربي أو خليجي كما حدث في الأزمة الخليجية الأولى وما نتج عنها من اتفاق الرياض عام ٢٠١٤ أو مفاوضات ميلشيات الحوثيين مع الشرعية اليمنية في الكويت عام ٢٠١٦ وغيرها.

لقد ارتقى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح خلال عمله السياسي طوال ٦٠ عاماً ليصبح أحد أهم وزراء الخارجية في تاريخ العالم، وليخلد مع عظماء السياسات الدولية مثل كيسنجر وبيكر وروجرز وغيرهم من وزراء الخارجية التاريخيين في العالم، وبات من المؤكد أن تخصصات العلاقات الدولية ستشهد منهجاً جديداً في وقت قريب اسمه منهج صباح الأحمد الدبلوماسي.

لقد قامت السياسة الخارجية الكويتية في الدولة الكويتية الحديثة، التي أنشأها وبناها ورعاها صاحب السمو على أسس وثوابت معينة، وهي الابتعاد عن التورط في النزاعات بشكل مباشر ومحاولة حلها بالطرق السلمية والتأكيد على أن حسن النوايا  والسعي للصلح بين المتخاصمين هو مفتاح النفوذ لأي بلد، مع التأكيد على مساعدة هذه البلدان في بناء ورصف الطرق والمستشفيات والمدارس لا مساعدة قادتها عبر مد جيوشهم بالأسلحة والعتاد، لتصبح الكويت معادلة ثابتة في كل حكومة تأتي لبلد عربي سواء انقلبت على الحكومة التي قبلها أو أخذت منها السلطة سلمياً، فكويت صباح الأحمد لا تبني علاقاتها مع قادة البلدان، بل مع البلدان نفسها بشعبها ومؤسساتها.

ولم تثبت هذه السياسة نجاعتها وحسب في كسب النفوذ داخل دوائر صناعة القرار في الدول والحكومات العربية والعالمية، بل اخترقت القلوب ، فراية الكويت اليوم تخفق في كل مكان، من المشرق العربي إلى المغرب مروراً بفلسطين المحتلة، ومواقفها الثابتة والأصيلة مع الشعوب جعلت اسمها مقروناً بالإنسانية والحياد في القدس وغزة والقاهرة ودمشق وحلب وإدلب وصنعاء وصعدة والرباط والجزائر وبيروت ومخيمات اللجوء والشتات للشعوب العربية المكلومة في تركيا ولبنان والأردن.

إن سمو الأمير قد أدى ما عليه أثناء توليه وزارة الخارجية، ووضع الكويت على خارطة الدبلوماسية العالمية، والدور اليوم يقع على عاتق الدبلوماسيين الكويتيين خصوصاً من الشباب والشابات ليقتدوا بالمسيرة وليواصلوا العمل على كسب النفوذ السياسي والدبلوماسي مما يحمي بلادنا ويجعلها أكثر أهمية للسياسة الدولية وللنظام العالمي في وقت نعيش فيه خطراً محدقاً نتيجة لتصارع القوى الإقليمية المحيطة بنا من كل جانب.

إننا في  اخترنا أن نسجل كلمة حق في أمير بلادنا وعبر صفحاتنا، رغم يقيننا أن "عميد الدبلوماسية" العالمية وشيخها لا يحتاج لسماع مثل هذا المديح في المنبرين، إلا أن واجبات الأخلاقية المهنية قبل الوطنية تدفعنا لتسجيل شهادتنا كما دفعت واجبات الدبلوماسية سمو الشيخ تميم لتسجيل شهادته ، فشكراً لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر .

حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه، وأدام عزها ورايتها الخفاقة.

تعليقات

اكتب تعليقك