#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن: البر زمان كان بسيط وراح مع أهله الأولين واليوم تحول إلى تنافس ماسخ ومدمر!!

زاوية الكتاب

كتب يوسف عبد الرحمن 613 مشاهدات 0


الأنباء

الكويتيون منذ القدم عشقوا (البر والبحر) معاً ولكل (معلّم) رواده ومرتادوه!

الوافدون الكرام الجدد لا يعلمون ماذا يعني البر للكويتي وارتباطه بهذا الموروث؟

طلعة البر تبدأ عندنا من بعد فترة الصيف الحارة وتحديدا في الربيع وهذا المعمول به سابقا اما اليوم فالموسم حسب القرارات التي تصدر بتحديد البدء للخروج الى البر وأيضا تاريخ الانتهاء ومن يخالف يتعرض مخيمه الى الإزالة!

البر في الكويت قديما (متعة ووناسة) وهو أيضا آمن!

أما الآن فهناك خطورة فما زالت بعض الألغام موجودة وتشكل خطرا على مرتادي البر!

أنا شخصيا جربت التخييم مع أسرتي في (چبد ـ المغرة) سنوات مرت علينا هناك كلها ذكريات حلوة بوجود (الأم والأب والجدة والخالات والعمات والأصدقاء والربع) الذين هم (عزوة وعشرة وربعة وسند)، واليوم فقط نتذكرهم ونترحم عليهم.

كانت مخيمات بسيطة ومطبخا من (خشب وچنكو)، وليس فيها كهرباء، والماء في (توانكي) ومصابيح تعمل بالجاز (أي الكيروسين)!

ومع تطور الزمن وأجياله تطورت هذه المخيمات البسيطة وسيطرت مكائن الكهرباء الحديثة والأثاث الفاخر وتحولت هذه المخيمات الى «معسكرات فخمة وأبهة وتفاخر»!

نعم، المخيمات اليوم بعضها صار أكثر من 5 نجوم!

والمصيبة ان هذه المخيمات يستخدم فيها البورسلان والرخام والاسمنت وكأنها أبنية، وهذا «مدمر» للبيئة في حال انقضاء وقت البر اذ تتحول البراري الى مساحات فيها مخلفات مدمرة للبيئة، اضافة الى كثير من هذه المخيمات شبابية وتحتوي على مخالفات غير التي ذكرتها فبعضها يستخدم الجرافات لتحديد سواتر ترابية وآخرون يستخدمون (التواير) وأسوارا حديدية وبعضهم يرفع صوت السماعات إلى أقصى حد مزعجا من هم حوله، وضبطت حالات فيها «سكر وعربدة»!

البر زمان بسيط وراح مع أهله الأولين وتحول اليوم الى «تنافس ماسخ» ومدمر في نفس الوقت للبيئة الكويتية التي عانت الأمرّين من سوء استخدام البشر لها ولمخلفات الاحتلال العراقي الآثم على ديرتنا في أغسطس 1990!

تحدثني الوالدة ـ رحمها الله ـ انهم كانوا يخرجون من «جبلة» ويكشتو في الشامية او الفنيطيس والفنطاس والمنقف وابوحليفة والصبيحية.

أما عمتي أم زوجتي ـ رحمها الله ـ فتقول: كنا نذهب إلى (حضورنا - مصائد للسمك) في جهة مغرة ويخيم أهلي أحيانا في كاظمة والخويسات.

نعم.. تمتع أهلنا القدامى ببر رائع وجميل ليس فيه «ألغام» من مخلفات الاحتلال العراقي الغاشم!

كان الربيع عندهم يعني ان تستعد الأسر والعائلات للنزوح الى البر بعد فصل الشتاء خاصة بعد انقضاء البرد ومراحله من الزمهرير السحتني الى الأزرق والأزيرق وبرد البطين والعجوز وبياع الخبل عباته!

كان البر في اتجاه الشمال او اتجاه الجنوب له رواده ومرتادوه وكنت ترى الكويت وأنت فوق في الطائرة عبارة عن خيام تملأ ساحات البر سواء كان هذا في بر الوفرة او المناطق من ناحية الجنوب او في المطلاع او الروضتين او الجهراء او الصبية.

الوسم الآن على أبواب ونضرع للمولى ان يكون وسمنا أمطار خير وبركة حتى يكون البر جاهزا للتخييم، فالكويتي بطبيعته يحن للجذور بالبعد عن زحمة المدن وضوضاء السيارات!

البر قادم ايها المواطنون الكرام وعلينا جميعا ان نستعد له بمزيد من الوعي المجتمعي بأهميته فهذه العادة السنوية تجعلنا جميعا نستعد للتمتع بجمال الصحراء ونمارس كل ما نريد في حدوده المقبولة والمعقولة فنحمي البيئة فلا تجريف ولا حرق للإطارات!

ويا ليت نمنع استخدام البانشيات لخطورتها ودمارها للتربة ومنع رمي المخلفات والبعد عن خطوط الضغط العالي للكهرباء ويا ليت نحدد مسارات (شوارع) للسيارات لتقليص ضررها على التربة وتخفيف إثارتها للغبار!

٭ البر على الأبواب وبيئتنا تعاني سنويا من آثار ومخلفات المخيمات الربيعية حتى بعد إزالتها لأن كثيرا من «الأشياء الصلبة» صار يدفن للأسف مثل الطابوق والخشب والحديد والمخلفات!

مطلوب حملات توعية تلفازية وإذاعية وفي الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) تقوم بها وزارة الإعلام مع البلدية وجهات الاختصاص للمحافظة على البيئة.

٭ آخر الكلام: مطلوب من الهيئة العامة للبيئة والبلدية وكل جهات الاختصاص وضع عقوبات صارمة خلال موسم التخييم ونحن مع تقليص فترة التخييم الى 3 أشهر وهي كافية، وضرورة تفعيل «التأمين المالي» وعدم استرداده حتى يسلّم لصاحبه بعد الانتهاء من التخييم، وعلى البلدية إزالة كل المخيمات المخالفة وغير المرخصة!

٭ زبدة الحچي: والله العظيم كلما رأيت مخيمات الاخوة السوريين قلت اللهم لك الحمد والشكر!

التخييم قد يكون رحمة كما نحن نفعل فقط علينا ان نحافظ على هذه النعمة!

وقد يكون نقمة كما هو جار في كل أنحاء العالم، حيث يحتشد الضحايا من الكوارث والحروب في معسكرات التخييم، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

هناك ظاهرة جديدة وهي السيارات المتنقلة او ما يسمى بالسيارة المنزل!

هذه ان انتشرت في البر فستكون مثل البانشي والوانيتات!

أعجبني وأوجه له التحية والشكر والتقدير محافظ الأحمدي الشيخ فواز الخالد الذي طلب من البلدية عدم تجديد تراخيص السيارات المتنقلة ومنعها من الوقوف في الأماكن المخصصة للتخييم في المحافظة وهذا قرار سليم ولا غبار عليه ولنا تجربة في منطقة أبوالحصانية عندما احتل ساحلها ملاك هذه السيارات وبتكاتف سكان المنطقة منعوا ورحلوا عنها!

التخييم قادم.. فماذا ترانا فاعلون؟..

تعليقات

اكتب تعليقك