#جريدة_الآن محمد الوشيحي: تتحدث حكومتنا بلغة تختلف عن لغة شعبها فتفاخر بإنجازاتها الخارقة فيتلفت الشعب بحثاً عن الإنجازات المزعومة فلا يجد شيئاً

زاوية الكتاب

كتب محمد الوشيحي 590 مشاهدات 0


الجريدة

يصف أحد شعراء لبنان القدماء الموقف الذي جمعه بتلك الشقراء "الململمة"، التي تتحدث بلغة لا يفهمها، الإنكليزية، وكيف وجد الحل للتفاهم معها، فيقول: "التقينا بشقراء حلوة ململمة، قالت آي لوف يو، يو لوف مي؟ قلت لها جايب معي بطحة عرق بتوفر عليّ وعليك الترجمة". وأظن أن تصرفه كان ناجعاً، بدليل أنه اكتفى بذلك ولم يشرح لنا بقية "الأحداث".

وتتحدث حكومتنا بلغة تختلف عن لغة شعبها، فتفاخر بإنجازاتها الخارقة، فيتلفت الشعب بحثاً عن هذه الإنجازات المزعومة في كومة الركام، فلا يجد شيئاً، ليتبين لاحقاً أن كلمة "إنجازات" تعني "سفرات الوزراء على حساب المال العام". وتتحدث الحكومة عن بذلها "جهوداً مضنية" لتنمية البلد، فيحك الشعب رأسه وهو يبحث عن هذه الجهود المضنية، فإذا هي "قوانين مقيدة للحريات العامة". وتتحرك الحكومة في اتجاهاتها الخاصة، ثم تتحدث، فلا نفهم حديثها، والسبب؛ اختلاف اللغة.

وفي المقابل، يطالب الشعب بـ"رص الصفوف" في ظل هذه الأوضاع الإقليمية المشتعلة، أي تفعيل قانون العفو العام، وإسقاط كل القضايا السياسية، أو التي لها علاقة بحرية الرأي، وعودة جميع المهجرين قسراً، ومحاربة مثيري الفتنة العنصرية والطائفية، وغير ذلك... فتفهم الحكومة مصطلح "رص الصفوف" بأنه التوقف عن مساءلة الوزراء، وترك الحبل على الغارب، والصمت عن نقد الفشل الحكومي السافر، والصبر على كوارث الحكومة!

إذاً المشكلة في اللغة. لذا ليس أمامنا إلا أن نفعل ما فعله الشاعر اللبناني الذكي، فنحضر معنا بطحة عرق "توفر علينا وعليها الترجمة". وإن كانت حكومتنا ليست شقراء ولا ململمة.

تعليقات

اكتب تعليقك