#جريدة_الآن وائل الحساوي: نحن والسعودية في قارب واحد

زاوية الكتاب

كتب وائل الحساوي 465 مشاهدات 0


كاريكاتير يتم تداوله في الأوساط الإعلامية في الكويت، يصوّر الكويت برجل نحيف يقف بين رجلين ضخمين هما إيران والمملكة العربية السعودية وهما يتجاذبانه، وهو يصرخ بأعلى صوته: تصارعا بعيداً عنا ولا تشغلانا بمشاكلكما!
هذا الكاريكاتير السيئ يمثل قمة الانهزامية والتشويه للواقع، فنحن في الكويت لا ننظر إلى الصراع الإيراني - السعودي بأنه شأن داخلي بين دولتين لا شأن لنا فيه، بل نرى بأنه عدوان إيراني سافر على بلداننا وتهديد خطير لأمننا القومي وثوابتنا!
هل تذكرون تصريح الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله، عندما اجتاحت قوات البغي الصدامي الكويت، ودمّرت كل شيء، حيث قال: «نحن والكويت في قارب واحد، فإما أن ننجوا جميعاً وإما أن نغرق جميعاً».
هذا هو الرد الصحيح على العدوان في كل مكان، أما الميوعة والتردد والنأي بالنفس، فهو من شيم الجبناء الذين لا يفكرون إلا بأنفسهم!
نشرت جريدة عكاظ السعودية قبل يومين مقالاً لكاتب سعودي يبيّن امتعاض السعوديين من الولايات المتحدة في الرد على إيران، بعد عدوانها السافر على منشآت النفط السعودي، ووصف الكاتب تضارب التصريحات التي تصدر عن الرئيس ترامب بأنها دلالة على أنه لا حليف لنا نحن - السعوديين - إلا نحن، وابتزازهم الرخيص للسعودية قد أصبح مكشوفاً، وأن تبخر تلك الحماية المزعومة لحليفها الذي دفع مليارات الدولارات للحصول عليها، هو خيانة واضحة وابتزاز مكشوف!
وقد كان ذلك الابتزاز واضحاً بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي بومبيو إلى الرياض، حيث وصف الهجوم على السعودية بأنه عمل حربي يستحق الرد، وعندما توجه بومبيو إلى أبوظبي غيّر لهجته كلياً، وأكد أن بلاده تأمل بحل سلمي للأزمة المتصاعدة مع إيران!
وذلك ما عبرت عنه إحدى الجرائد المحلية يوم الجمعة الماضي بعنوان: «مفاجأة أميركية: لا نريد حرباً»، إذاً فقد تبين الرد الأميركي على الاعتداءات الإيرانية على السعودية، هو المزيد من المصافحة والرغبة بالسلام، والحديث عن تأثير العقوبات الأميركية على إيران والتي لم تنفع خلال أكثر من ثلاثين عاماً!
إن العرب اليوم يضعون بيضهم في سلة يديرها الصهاينة الذين يتحكمون بالبيت الأبيض، وليس من مصلحة الصهاينة ضرب إيران وهي التي توفر لهم الأمن ضد أعدائهم من العرب، وقد ساعدت إيران أميركا في غزوها للعراق واحتلالها لأفغانستان وسورية.
يجب علينا جميعاً أن نقف في خندق واحد مع السعودية، وألّا نسلمها لأعدائها الذين يريدون طمس راية التوحيد وتدمير كل خير في بلادنا!

تعليقات

اكتب تعليقك