#جريدة_الآن نجاة الحشاش: فاشنستات سوق النخاسة الجديدة!!
زاوية الكتابكتب نجاة الحشاش سبتمبر 19, 2019, 11:05 م 928 مشاهدات 0
الراي
من الملاحظ في الآونة الأخيرة - وبشكل كبير جداً - أن وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام التجارية من خلال ما تعرضه للدعايات والاعلانات التجارية، بأن زمن عبودية النساء قد عاد من جديد وزمن تجارة النساء وسوق الجواري (النخاسة) قد عاد إلينا، ولكن باختلاف العصور وتغير الوقت والزمن اللذين اختلفا شكلاً ونوعية. قديماً كان سوق يسمى (سوق النخاسة) كانت المرأة الجارية فيه هي (البضاعة والسلعة)، وكانت تُعرض فيه الفتيات للبيع وكأنهن بضائع، فيتحوّلْن من بشرٍ إلى سلعة بين أيدي التجّار.
فبعضهنّ كن يعرضن عاريات الساقيْن، وأخريات عاريات الأيدي، الأمر ليس بأيديهن فهن لا حول لهن ولا قوة يتم عرضهن والتجارة بهن لأنهن استعبدن عبر السلب أو النهب في الحروب أو من قبل قطاع الطرق. فلو كان الأمر بأيديهن لرفضن وأصررن على بقائهن في بيوتهن معززات مكرمات فهن جوار في قيود العبودية.
أما اليوم فنرى عودة سوق النخاسة والتجارة بجسد المرأة، ولكن المرأة دخلته بمحض إرادتها وبقناعتها من دون إكراه من أحد، دخلت لرغبتها في الشهرة وتسليط الأضواء عليها، ومن أجل زيادة عدد متابعينها ومن أجل التربح والتكسب المادي، وافقت أن تخرج مفاتنها وتخرج عن نطاق الحشمة والستر، الذي جبلت عليه المرأة الحرة العربية المسلمة، وتكون «موديل» لملابس وعارضة لأزياء تفتقد الاحتشام والتستر، وذلك لعرض أرخص الإعلانات والمنتجات التجارية، ليس كلاما من فراغ فلو نركز على الدعايات التجارية في جميع وسائل التواصل والإعلام نرى أنها تستخدم جسد المرأة في الإعلانات بشكل فيه استغلال وإساءة وتشويه لها ولأنوثتها، ووصل الأمر في بعض الإعلانات إلى تجريد إنسانيتها وتهميش عقلها وفكرها... بعدما أصبحت سلعة يحركها عالم المال والشهرة.
نعم (عاد زمن عبودية النساء وعودة زمن الجواري، وعرض جسد النساء في أسواق النخاسة)، ولكن مع اختلاف الزمن، فقد أصبحت الأسواق هي وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، واستبدلت الجواري بما يسمى الفاشنيستا وبلوقر ( ليس من باب التعميم على الجميع)، نعم جوار للمال والشهرة ولكن بلا قيود كان في السابق، نستنكر على نساء الغرب ثقافة التعري وإظهار مفاتنهن، ولكن اليوم دخلت إلى الساحة المرأة العربية ولحقت بهن المرأة الخليجية، إنها ثقافة إظهار المفاتن والتعري والميوعة في الكلام، وكلما كشفت عن مفاتنها ارتفع سعرها في سوق الإعلانات والدعايات تماماً كسوق النخاسة قديماً.
وللأسف تجار الإعلانات والدعايات وملاك محطات التواصل الاجتماعي، هم الذين سلطوا الضوء عليهن وعلى أخبارهن وتحركاتهن، فقد جعلوا من هؤلاء الفاشنستات وبعض مشاهير السوشيال ميديا «نساء قدوة» في مجتمعاتنا وحجبت ضوءها عن النساء القياديات والمتميزات والمنجزات، نساء بضاعتهن العقل والفكر والعلم والأخلاق والحشمة، نساء لم يسلط الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الضوء عليهن، لكي لا يكن قدوة لجيل المستقبل.
فرسالتي هنا ليس للجواري بلا قيود وإنما رسالة إلى كل أم وأب ومسؤول يقرأ مقالتي... يجب مقاطعة هذه البضاعة الرخيصة، خوفاً وحرصاً على سلامة بيوتنا وحرصاً على تربية ونشأة جيل شبابي يرى أن الميوعة والتعري هما أقصر طريق للوصول إلى مستقبل المال والشهرة.
وأخيرا المرأة هي نصف المجتمع، ولها دور حقيقي وكبير في المجتمع كأم، ومربية، وقائدة، ومؤثرة، وداعمة ومنتجة وسيدة أعمال، المرأة يجب أن تنتبه لحقيقة مؤلمة أن استغلالها لجسدها للوصول إلى الشهرة والمال هو عبارة عن إهانة كبيرة لها واحتقار لأنوثتها.
تعليقات