البقشيش... حالة تعاطف أو تفاخر أمام الغير؟!!

 الشعوب الخليجية بطبيعتها تحب أن تكافئ البسطاء من العاملين حولهم نظير خدمتهم البسيطة مهما تكن، وتجد أقل الأعمال التي يقوم بها بعض الناس تجعل المرء من تلقاء نفسه يضع يده في جيبه للبحث عن مبلغ بسيط لإعطائه من يقف أمامه، فهناك من يحمل عنك الأكياس أو يجر لك العربة،  وآخر يقوم بإعطائك فاتورة المطعم ليلتقط البواقي منها، وحتى العاملين على إيقاف السيارات أو من يأخذ منك قيمة الموقف الخاص بعد خروجك منها، ينتظر أن ينطق لسانك بأن تقول 'خذ الباقي لك'، حتى بتنا أحيانا نفهم من أعين بعضهم وهم يبتسمون أنهم بانتظار البقشيش،  وأنهم اعتادوا عليها لدرجة أن بعضهم يتجرأ أحيانا ليقول لك أن يرغب ببعض المال.
ورغم أن  قيمتها قليلة وأحيانا لا تكون كذلك في حالات نادرة، فهناك من يرى أن 100 فلس كافية وآخر يفضل الربع دينار أو النصف دينار وآخرين يفضلون الدينار ..و نادرا ما تعطى الخمس دنانير أو عشرة حتى وإن كان مليونيرا أو تاجرا، لمعرفتهم  بقيمة المال جيدا وكيفية جعل ما يوضع في جيوبهم أكثر من مما يخرج منها، وتختلف نظرة الناس للبقشيش من مكان لآخر، ففي بعض الدول تراه نوعا من الأدب الذي لابد أن يتبع لديهم و خاصة في الفنادق و الأماكن العامة كالمطاعم، وفي دول أخرى ترى أنها مظهر يسيء لهم و نوع من الرشوة، و تعددت الصور التي توضع لما نطلق عليه ب'البقشيش ' 
ولعل أن بعض  من تتطاير أعينهم أحيانا على الإكرامية البسيطة التي تدفع لهم، فهم ينظرون لها أنها باب رزق لهم، و خاصة أن بعض رواتبهم لا تفي باحتياجاتهم فتجده ينتظر هذا البقشيش البسيط ليدفع به بعض الالتزامات التي عليه وخاصة أن كان ذا وظيفة براتب قليل، وتعددت النظرات حسب الراتب الذي يأتيه من عمله، وهناك بعض الأماكن في بعض الدول تقوم بالتوظيف نظير البقشيش، فتجد العامل يقوم باللحاق بالزبون حتى سيارته.
فهل البقشيش أو الإكرامية التي تعطى  هي موقف انساني وتعاطف من قبل الناس لمن يخدمهم أم أنها حالة محاكاة فقط لا يعي من يقوم بها؟ و هل فعلا يستحق من ينتظر البقشيش أو أنهم ليسوا بحاجة له؟ وهل هي  مجرد مكافأة تضاف للراتب لوجبة يومية أولدفع رسوم خدمات استخدام وسائل النقل او لزيادة مدخرات العامل؟
من يدفع البقشيش نظير بعض الخدمات التي تقدم له لا يشغل باله من دفعها بقدر من يأخذها، وهناك بعض الأماكن العامة قد قامت بأخذ البقشيش تحت مسمى 'رسوم خدمة' بواقع 10% من قيمة الفاتورة أو 5%، وعلى من يصادف مثل هذا الأمر في أي موقع في الكويت الاتصال فورا بوزارة التجارة لأن القانون يمنع ذلك، فدفع البقشيش يعود لرغبة الزبون ولا يأخذ منه عنوة.