#جريدة_الآن طلال عبدالكريم:«زوجٌ من عود خيرٌ من قعود»
زاوية الكتابكتب طلال عبد الكريم العرب سبتمبر 12, 2019, 10:39 م 702 مشاهدات 0
«زوجٌ من عودِ خيرٌ من قعودِ»، مثل واضح قالته نسوة منذ القدم، ولابد أنه يقال حتى الآن، فهو مثل يضرب في تفضيل النساء الزواج على العزوبة. وأصل المثل، أن رجلا يقال له حرثان بن الحارث، عرف عنه الحكمة ونظم الشعر، كني بذي الأصبع العدواني، لأن حية نهشت له إصبع رجله فقطعه، كما عرف عنه غيرته على بناته الأربع، فكان لا يزوجهن لفرط غيرته عليهن. فحصل أن أشرف عليهن يوما من غير أن يدرين، وقد خلون لأنفسهن يتحدثن، فقلن: لتقل كل واحدة منا ما في نفسها، ولنصدق جميعا القول، فقالت كبراهن: ألا هل تراها مرة وحليلها * أشـــم كنــصل السيــف عين مـــهند عليم بأدواء النساء ورهطه * إذا ما انتمى من أهل بيتي ومحتدي فقلن: لها أنت تريدين ذا قرابة قد عرفته. ثم قالت الثانية: ألا ليت زوجي من أناس ذوي غـــنى * حديث شبـاب طـيب النشر والذكر لــصــــوق بأكــبـاد الـنســاء كـأنـه * خليقــة جـار لا يقيم على هــجــر فقلن لها: أنت تريدين فتى ليس من أهلك. ثم قالت الثالثة: ألا لـيــتـــه يـــكــســي الـجمـــال نـــديــــه * له جـفــنة تـشــقى بــها الـمــعـز والجــزر لــه حـكـمــات الـدهــر مــن غــير كـــبرة * تـشـــين فــلا وان ولا ضــرع غــمـــــــــر فقلن لها: أنت تريدين ســـيداً شــريفاً. ثم سألن الرابعة، وهي الصغرى: وأنت ما تقولين، قالت: لا أقول شيئا، فقلن لها: لا ندعك وذاك، قد علمت ما في أنفسنا ولم تعلمينا ما في نفسك، فقالت: «زوجٌ من عود خيرٌ من قعود»، فأصبح ما قالته مثلا. فلما سمع ذي الإصبع ما قالته بناته، رق قلبه، فزوجهن، وتركهن حولاً، ثم أتى الكبرى، وسألها: يا بنية كيف ترين زوجك؟ قالت: خير زوج، يكرم الحليلة، ويعطي الوسيلة، قال: فما مالكم؟ قالت: خير مال، الإبل نشرب ألبانها جرعاً، ونأكل لحمها مزعاً، وتحملنا وضعفتنا معاً، فقال: يا بنية، زوج كريم ومال عمـيم، ثم انه سأل الثانية، فقالت: خير زوج، يكرم أهله، وينسى فضله، ومالنا البقر تألف الفناء، وتملأ الإناء، وتودك السقاء، ونساء مع نساء، فقال: حظيت ورضيت، ثم سأل الثالثة، فقالت: لا سمح بذر، ولا بخيل حكر، ومالنا المعز، نولدها فطماً، ونسلخها أدماً لم نبغ بها نعماء، فقال: جذوة مغنية.، أما الصغرى، فقالت: شر زوج، يكرم نفسه، ويهين عرسه، ومالنا شر حال، انه الضأن، جوف لا يشبعن، وهيم لا ينقعن، وصم لا يسمعن، وأمر مغويتهن يتبعن، فقال: «أشبه امرأ بعض بزه» فمضى ما قاله مثلا، قاصدا وافق شن طبقة.
تعليقات