يوسف الشهاب: دور النائب رقابي
زاوية الكتابكتب أغسطس 19, 2007, 10:07 ص 498 مشاهدات 0
لسان النائب ..حصانه
اعرف، مثل الآخرين، ان دور النائب هو دور رقابي على اداء السلطة التنفيذية
بكاملها، او على اداء وزير من الوزراء فيها، فالدستور اعطى للنائب هذا الحق.. ولم
يعطه حق المطالبة بزيادة معاشه وكأن عضوية المجلس وظيفة تخضع لديوان الخدمة المدنية
برواتبها وترقياتها، كما أعرف ايضا ان النائب يملك الحق في معرفة ما يريد في اي
وزارة او مؤسسة او هيئة حكومية لأن ذلك جزء من الرقابة النيابية وهذا ايضا حق لا
احد ينازع النائب عليه، لكننا جميعا لا نعرف ولا نريد ان نعرف عن اي نائب يسعى،
بقصد او من دون قصد، الى الاساءة الى شخص الوزير كإنسان قبل ان يكون وزيرا في
الحكومة. وايضا لا نريد ان نرى اي نائب يتعرض لأي تجريح لشخصه لا من نائب زميل له
ولا من وزير ولا من اي وسيلة اعلامية لأن كل ذلك اذا حدث فإنه يكون جنوحا وشططا عن
جادة الصواب وعن الغاية التي من اجلها حدد الدستور دور النائب الرقابي ودور الوزير
التنفيذي.
خلال دور الانعقاد الاخير لجلس الامة وحتى خلال الاجازة الصيفية ظهرت علينا بعض
شطحات نيابية غريبة على مسامعنا وحتى على سلوكنا الاجتماعي، التي لم نكن نتمنى ان
نصل اليها لأنها بعيدة عن اخلاقياتنا الكويتية وتى تجربتنا النيابية التي نريدها
نقية دائما من اي شوائب يظهر علينا فيها بعض النواب الذين لا يريدون الاستفادة من
'سلبيات' سلوكهم وتعاملهم سواء مع مفهوم الديموقراطية او مع الوزراء وبقية
القيادات في الدولة في هذه العبارات 'المقززة' التي لا يقبلها الشارع العام ولا
السلوك الحضاري في التعامل.
كل انسان له لسان، فإذا اراد له ان يأخذ راحته بالكلام فإنه يطلق له العنان ليأخذ
دوره من دون استحياء اذا ما اراد صاحبه، واذا اراد ان يردع هذا اللسان فإنه
بالتأكيد لن يدعه لأن صاحبه يحترم ذاته اولا وأخلاقياته ثانيا، ولذلك فإن الفارق
بين الاثنين ان الاول لسان صاحبه 'ملسون'، وليس على استعداد ان يحترم من حوله،
والثاني صاحب لسان عف تربى صاحبه على التواضع والتعامل الرفيع مع الآخرين.
وهذا ما هو مفقود وللأسف لدى بعض النواب الذين يظنون ان تجريح اي وزير او اي قيادي
في اجهزة الدولة هو حق من حقوقهم النيابية وكأنهم لا يعلمون ان الآخرين قادرون على
الرد بالمثل ما دامت المسألة خاربة خاربة، لكنهم لا يسمحون لأنفسهم بالنزول الى
الاسفل في مستوى العلاقة والحديث مع بعض هؤلاء النواب الذين استغلوا الحصانة
النيابية استغلالا في غير مكانه وهذه مصيبتنا معهم.
اي موقف لأي نائب مع اي وزير على مستوى الاداء في وزارته لا يكون بالتجريح والكلام
الذي لا تريد الاذن ان تسمعه بل في هدوء التعامل والرقي بالمخاطبة لأن ذلك يعطي
صورا صادقة لمستوى النائب وسلوكه فإما ان يكون نائبا يترس المكان واما ان لا تكون
قاعة مجلس الامة المكان المناسب له. وعليه ان يختار ما يريد، صحيح.. اللسان حصان
الانسان.
* * *
نغزة:
لا يخلو انسان من العيوب في تعامله وتصرفاته او في اخلاقياته فالعصمة للأنبياء..
والانسان الذي يعود عن جادة الاعوجاج هو انسان شجاع ويحترم ذاته ويكسب احترام
الاخرين له، وأي خلاف بالمواقف لا يجب ان يدفع هذا الانسان الى الغلط، ومن كان بيته
من زجاج، وهؤلاء كثيرون عندنا، فإن عليهم الا يرموا بيوت الآخرين بالحجارة.. طال
عمرك.
يوسف الشهاب
القبس
تعليقات