نتناياهو يصوت لنجاد وحزب الله

عربي و دولي

للخروج من كماشة أوباما –الاتحاد الأوروبي

1460 مشاهدات 0



رافق ضغوط براك أوباما الحالية على إسرائيل إعلان الاتحاد الأوروبي أنه يفكر في استخدام الضغط التجاري عليها أيضا لكي تعدل من سياستها في قضايا بناء المستوطنات وتخفيف القيود المفروضة على تنقلات الفلسطينيين، وإخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية.
 هذا الموقف الجديد والغريب على الدولة الصهيونية جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو يقف أمام مفترق ثلاث طرق،إما الإذعان لطلبات أوباما والاتحاد الأوروبي وفي ذلك فتح باب تنازلات لا تحتملها فكرة وجود إسرائيل تحت الشمس،وإما الرفض العلني والصدام مع الولايات المتحدة حليفها الاستراتيجي ومع الاتحاد الأوروبي شريكها التجاري الأول، والنتيجة التي يعرفها (بيبي) هي سقوط حكومته في كلا الخيارين السابقين. لذا لا يبقى إمامه إلا ارتداء قلنسوة المكر الصهيونية والمناورة ببراعة لكسب الوقت حتى تظهر فرصة ذهبية في الأفق.  
 
وعلى بعد كيلومترات قليلة من إسرائيل تجري في لبنان انتخابات برلمانية يتنافس فيها حزب الله  وجماعة 8 آيار بدعم مادي ومعنوي من سوريا وإيران وحلفاؤه ضد تكتل14 آيار المناهض لسوريا والذي تدعمه ماديا ومعنويا كل من الولايات المتحدة ودول الاعتدال العربي.
 
 فماذا لو شكل حزب الله حكومة الطوائف اللبنانية القادمة ؟
 
يقول محللون انه إذا كسب حزب الله وحلفاؤه الانتخابات فان النتيجة ستؤثر سلباً على إسرائيل حيث ستخرج المعتدلون العرب من لعبة السياسة اللبنانية.ليس هذا فحسب بل سيترتب عليها انهيار كامل معادلة توازن القوى في الشرق الأوسط  حيث ستقول إسرائيل لإيران لقد أصبحنا جيرانا !  فترد إيران بنفس الكلمات التي قالتها للولايات المتحدة في العراق عام 2003م :
بل أصبحتم أسرى لدينا .
 
لذا من المنطقي أن يكون التوتر والقلق هو المسيطر على الأجواء الإسرائيلية فيما لو كسب حزب الله وحلفاؤه الانتخابات اللبنانية. وفي السياق نفسه من المفترض أن يكون القلق هو المسيطر على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو  وفريق عمله فيما لو فاز الرئيس محمود أحمدي نجاد في الانتخابات المقررة يوم الجمعة القادم  في 12 يونيو،وان يبتهج لو فاز المرشح المعتدل مير حسن موسوي الذي ما برح  يكرر أنه مستعد لبحث الملف النووي مع مجموعة الخمس زائد واحد  وهي الولايات المتحدة وفرنسا والصين وبريطانيا وروسيا و المانيا.
لكن لو نظرنا إلى ترتيب الأولويات الإستراتيجية في تل أبيب، لوجدنا أن جيرة حزب الله المدعوم سوريا وايرانيا قد حدثت من قبل، وسبق لإسرائيل ان اكتسبت خبرة التعامل معه نجاحا وفشلا. بل إن مايهون الأمور هو ان حزب الله القادم سياسيا فيما لو نجح سيكون اقل شراسة بوجود الشركاء المسيحيين الذين لايهمهم بدرجة كبيرة البعد العقائدي في الصراع مع إسرائيل  . كما إن أحمدي نجاد هو ظاهرة صوتية حتى الآن،بل انه بصدد جمع الحطب لإشعال نيرانه في اليمن لإحداث الكثير من الدخان الذي يحجب رؤية الأنظمة العربية المعتدلة في المنطقة أكثر مما هو لإحراق إسرائيل . 
إن ترتيب الأولويات الإستراتيجية في تل أبيب يقول ان على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو ان يصوت في الانتخابات اللبنانية لصالح فضيلة الشيخ حسن نصر الله زعيم  حزب الله،ثم يذهب إلى طهران ويصوت لصالح الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد،ففي كلا الصندوقين مخرج لإسرائيل من الوضع الحرج الذي وضعهما فيه الرئيس الأميركي براك أوباما، وما وصول نصرالله نجاد إلا حملة العلاقات العامة المجانية التي هبطت على تل أبيب ، وهي والإطار الذي سيجمل وجه إسرائيل القبيح في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، بل ربما أضاء لها الضوء الأخضر لمهاجمة بوشهر وحارة حريك معا.

 

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك