#جريدة_الآن نرمين الحوطي: الطفل العربي دون هوية لأنه لم يثقف من خلال الألعاب الشعبية!

زاوية الكتاب

كتب نرمين الحوطي 586 مشاهدات 0


الأنباء

لكل مجتمع مجموعة من الموروثات الثقافية المنقولة والتي تعكس طبيعة هذا المجتمع وأسلوب حياته، وتعتبر الألعاب الشعبية جزءا لا يتجزأ من الموروث الثقافي والشعبي، وهذه الألعاب الشعبية قد ينظر إليها البعض على أنها مجرد وسيلة للهو والتسلية وقضاء وقت الفراغ، لجأ إليها الأطفال في الماضي للتخفيف من قسوة الحياة وصعوبتها، إلا أن الحقيقة أن هذه الألعاب تحمل معاني وقيما عميقة وأهدافا سامية، بل وإنها تساهم في تنمية شخصية الطفل في مختلف الجوانب الاجتماعية والانفعالية والتربوية والتعليمية والجسمية واللغوية، ومن هنا يمكن أن تعرف الألعاب الشعبية على أنها ألعاب بسيطة يتناقلها الأطفال جيلا بعد جيل بشكل تلقائي وبدون تعليم منظم.. تلك المقدمة نقرأها في العديد من الأبحاث والدراسات العلمية والتربوية الخاصة بالألعاب الشعبية ولكن السؤال: هل كل ما كتب طبق؟

تقام الاجتماعات وتكتب العديد من الدراسات والأبحاث التربوية التي من خلالها يتم تسليط الضوء على الموروث الشعبي وبالأخص على الألعاب الشعبية وأهميتها في تكوين الهوية الوطنية وغرسها في شخصية الطفل العربي ومن هذا وذاك نجد أنفسنا أمام سطور إعلامية فقط كتبت عن الإعلان للمؤتمرات والاجتماعات التي عقدت وسوف تنعقد! أما التنفيذ والتطبيق لباكورة تلك الاجتماعات وحصيلة مؤتمراتها فما هي.. إلا محلك سر!

الكويت نموذج ومثال نعتمد عليه لتطبيق سطور مقالتنا... كم من دورات قدمت للطفل من خلال المراكز الثقافية؟.. هل وجدنا من تلك الدورات دورة تقوم على ألعاب الشعبية وفنونها وثقافتها للطفل؟! دراسات كتبت وأبحاث ألفت ونشرت وكم وكم من هذا وذاك قدم من خلال مؤتمرات عالمية ومحلية باسم الألعاب الشعبية وأهميتها للطفل وتكوين الهوية الوطنية.. ولكن بقيت الكلمات على الورق دون تفعيل سطورها وتطبيق صفحاتها في مدارسنا.. ألم يحن الوقت لأن يدرس الموروث الشعبي في مناهجنا؟! ألم يحن الوقت لأن نفعل دور الموروث الشعبي وألعابنا الشعبية في إعلامنا كمادة إعلامية تقدم للطفل وتجذبه لموروثه الشعبي؟! ألم يحن الوقت بأن يكتب للألعاب الشعبية كمادة تربوية تدرس؟! ألم يحين الوقت بأن يقام بناء درامي للألعاب الشعبية؟!

مسك الختام: دقائق تليها ساعات وتأتي من بعدها أيام ليصبح الزمن أداة تمحو كل ذكرى لموروثنا الشعبي، ويبقى الطفل العربي دون هوية لأنه لم يثقف من خلال الألعاب الشعبية!

تعليقات

اكتب تعليقك