#جريدة_الآن د. حمد الأنصاري: الوعود الحكومية بالتنمية ومكافحة الفساد «فالصو» ولا تتعدى كونها حبراً على ورق

زاوية الكتاب

كتب حمد الأنصاري 837 مشاهدات 0


الراي

مع اقتراب بداية دور الانعقاد الأخير من عمر هذا المجلس تسود حالة من الهدوء الغريب، فالوضع السياسي تسوده حالة من الركود الذي قد يعطي انطباعاً بأن الأمور «طيبة»، وأن جميع مشاكل الشعب قد حُلّت... لكن الأمر عكس ذلك تماماً، فحسب ما أعرف ويعرف الجميع لا تزال غالبية القضايا التي شغلت الشارع خلال السنوات الماضية قائمة من دون حل؛ أما الوعود الحكومية بالتنمية ومكافحة الفساد وبرنامج عمل الحكومة... إلخ، فلا أعتقد بأن هناك من يشك بأنها «فالصو» ولا تتعدى كونها حبراً على ورق، فما هو سبب هذا الهدوء؟
قد يتصور البعض أن هذا الهدوء سببه العطلة الصيفية، وهو سبب قد يكون مقنعاً ما لم نستذكر أحداث الصيف الماضي الذي كان حافلاً بالقضايا مثل الشهادات المزورة والعطايا الحكومية للنواب والحيازات الزراعية وغيرها، وهذه القضايا لم تحل حتى يومنا هذا، بل زادت بعد أزمة الأمطار والحصى المتطاير، لذلك أرى أن العطلة الصيفية ليست سبباً كافياً لتبرير حالة السبات السياسي التي نعيشها اليوم! أنا هنا لا أطلب أو أتمنى الفوضى والتصعيد غير المبرر، لكنني أستغرب السكوت التام عن سوء الوضع وترديه، فأنا مقتنع تماماً بأن الشعوب الحية هي التي تناضل من أجل حقوقها ومكتسباتها وتعمل لتحقيق نهضة بلدانها، لذلك أرى أن ما يحدث غريب جداً فهل نحن نائمون؟
في ظني أن هناك عوامل عدة تسببت بهذا الركود والهدوء، أولها بالتأكيد هو المنظومة السياسية الحالية التي تسببت في حالة الفوضى وانعدام الرؤية السياسية، وربطت العملية السياسية بالانتخابات والعمل البرلماني فقط، الأمر الذي أدى إلى إضعاف العملية السياسية وتهميش القوى السياسية المنظمة وابراز الشخصيات السياسية الانتهازية، وبالتالي إفقاد الناس الثقة في مؤسسات الدولة بسبب انتشار الواسطة والمحسوبية والفساد، أما العامل الثاني فهو هجمة السلطة الشرسة على الحريات في الأعوام الماضية، وتراجع الحركة الشعبية المطالبة بالاصلاح!
أظن أن هذه الحالة من الركود السياسي ستنتهي قريباً جداً مع اقترابنا من بداية دور الانعقاد، فالناس رغم شعورهم بالعجز واليأس من هذا المجلس الخاضع للحكومة إلا أنهم في الوقت ذاته يعيشون حالة من التذمر وعدم الرضا عن الأوضاع السيئة القائمة، أما النواب فأعتقد أنهم في حالة ترقب وانتظار لأي قضية قد تحقق لهم مكسباً في الانتخابات المقبلة قريباً جداً، وهو الأمر الذي يجب أن ينتبه له الشعب فلا يقع في خطأ اختيار الأشخاص نفسهم مجدداً، وهنا يأتي الدور على القوى السياسية الوطنية الحية التي يجب أن تعمل على نشر الوعي بين الناس وتذكيرهم بأهمية النضال من أجل الحفاظ على مكاسبنا الشعبية واصلاح الوضع السيئ القائم!

تعليقات

اكتب تعليقك