#جريدة_الآن محمد العوضي: أعياد المغتربين والمستضعفين!!
زاوية الكتابكتب محمد العوضي أغسطس 11, 2019, 11:11 م 843 مشاهدات 0
الراي
هل صحيح أننا في العيد يجب أن نستذكر كل جميل ونعيش لحظات السعادة والإمتاع والمؤانسة، من دون أن نستحضر في مخيلتنا ووجداننا أدنى ما ينغص علينا لحظات خاطفة تمر علينا في العام مرة أو مرتين؟!
هذا ما درجنا منذ الصغر على تلقيه من موجهين وناصحين ومربين، ولا نزال نستمع إليه إلى يومنا هذا.
ومن حيث الجملة يبدو الكلام للوهلة الأولى معقولاً، لكن علينا بسط فهمه وتعميمه، إذ إن من أهم روافد السعادة في حياة الإنسان أن يرى الآخرين سعداء وتزداد فرحته ورضاه النفسي وتوافقه الذاتي، عندما يمارس هو إدخال السرور على من يعاني حرماناً طويلاً من السعادة بتحقيق بعض أحلامه القريبة في دنيا الناس.
ولذا نلاحظ أن الشريعة والدين الذي يحرم علينا الصيام في يوم العيد، ليعم التفاعل الاجتماعي السعيد بكل علاقاته الطبيعية هو ذاته يشرع صدقة الفطر في عيد رمضان والأضاحي في عيد الأضحى، وكلها عطايا مادية ليشاركنا من حرموا منها الفرحة ولنشاهد على محياهم إشراقة الابتسامة.
واليوم نرى ما يحل بعالمنا الإسلامي من بلاءات، تجعل الحليم حيراناً من هذا التدمير والتشريد والإبادات في عالمنا الإسلامي من الخليج إلى المحيط.
فإذا ما انتقلت إلى تأمل المجتمع والبلد الذي أنت فيه - أي بلد - فلا يخلو من المغتربين (الوافدين) والمستضعفين كـ(البدون) وغيرهم.
ثم نأتي إلى الفقراء من المرضى الذين لا يجدون الدواء والسجناء - من غير المجرمين - ممن ساقتهم الظروف للحبس... الحياة مليئة بالآلام حتى في أعظم أيام الفرح.
فلا تبخل في المساهمة مادياً ومعنوياً واجتماعياً بما تستطيع في تخفيف الأحزان والغربة على من هم في محيطك، لأن فيها قربة لله تعالى وأجراً عظيما مضاعفا، والأيام دُوَلٌ، فيومٌ علينا ويوم لنا ويوم نُساءُ ويوم نُسَرّ، وصدق الله سبحانه القائل: «وتلك الأيام نداولها بين الناس»، فلنتفكر بما كان عليه أجدادنا الأقربون من ضنك العيش وبؤس الحياة، وفي المقابل كيف كان يعيش آخرون مترفون منعمون في بلدان دمرتها الحروب ومغامرات حكامها الطائشة، فتحولت حياتهم إلى بؤس دائم وتحولت حياتنا إلى الترف الذي نعيشه.
ونحن نعيش فرحة العيد ولبس الجديد وذبح الأضاحي وتوزيع العيادي، فلنتذكر أخوة لنا منعتهم البلاءات من الاستمتاع بما أحل الله لهم من فرحة العيد.
تقبل الله طاعتكم وعيدكم مبارك وعساكم من عواده.
تعليقات