#جريدة_الآن صالح الشايجي: لماذا تريدون للفوضى أن تسود في الكويت استثناء من دول العالم كلها؟
زاوية الكتابكتب صالح الشايجي أغسطس 11, 2019, 11:03 م 695 مشاهدات 0
الأنباء
«الكويتيون الأوائل جاؤوا من السعودية والعراق وإيران».
هذه حقيقة لا منكر لها ولا داحض ولا مكذب، ولكن البعض يستغلها هذه الأيام للتشويش ولخلط الأوراق، هذا البعض يستخدم هذه الحقيقة بما يمكن وصفه «كلمة حق أريد بها باطل».
نعم أصول أهالينا هي من تلك البلدان بل وأزيد ومن غيرها أيضا، والكويتيون الأوائل جاؤوا من فج قريب ومن فج بعيد أيضا ولا يقتصر الأمر على هذه الدول الثلاث بل يتسع ليشمل بلاد الشام ومصر والهند والسند وأفريقيا واليمن ودول الخليج ودولا أخرى أيضا وأيضا.
ولكن لماذا جئت على ذكر هذا الأمر ولماذا طرقت باب هذه الحقيقة الآن؟
جئت على ذكر هذا الأمر للرد على الهارفين بما لا يعرفون أو ربما يعرفون ولكن يتعامون ويتجاهلون الحق متبعين الباطل الأجوف. وأقصد بهم أولئك الجماعة التي تريد فتح باب التجنيس على مصاريعه دون تحري الدقة والحقيقة في أحقية المطالبين بالجنسية الكويتية للحصول عليها.
هؤلاء لا يفتأوون يرددون مقولة «إن أصول الكويتيين تعود إلى السعودية والعراق وإيران» ويستشهدون بهذه الحقيقة في سبيل تأكيد أحقية من ينتمي لتلك البلدان بالجنسية الكويتية!
وهذا هو الباطل الذي سخروا له كلمة الحق، فكون الكويتيين الأوائل ينتمون لتلك البلدان فإن هذا لا يعني أن كل منتم لتلك البلدان هو كويتي بالضرورة.
فات أولئك الزاعقين بالباطل، أن ما كان يجري قبل ثلاثمائة عام أو أكثر لا ينطبق على واقعنا الراهن، ففي ذلك الزمن البعيد لم تكن هناك دولة محكومة بقوانين، بل كان مجتمعا صغيرا بدائيا بسيطا لا دولة ولا حكومة.
أما الآن فالوضع مختلف تماما، فلقد بات هناك دولة لها دستور ولها قوانين، وهناك قانون للجنسية ذو مواد عدة يحدد من هو الكويتي، وأن تحديد الهوية لا يخضع للفوضى والعنتريات والقفز فوق الحقائق وتجاوز القوانين المنظمة.
ومثل هذا الأمر ليس خاصا بالكويت بل إن الدول جميعها لها قوانينها التي تحدد هوية مواطنيها ومن هو المستحق للمواطنة ومن هو الذي ينطبق عليه القانون.
فلماذا تريدون للفوضى أن تسود في الكويت استثناء من دول العالم كلها؟
لماذا؟
تعليقات