#جريدة_الآن مبارك العبدالهادي: قضية استعباد بعض العمالة باتت أمراً ينبغي التصدي له
زاوية الكتابكتب مبارك العبدالهادي أغسطس 8, 2019, 11:01 م 637 مشاهدات 0
الجريدة
«لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك».
ما أجملها من أيام روحانية يقضيها الحجاج في تأدية الفريضة المقدسة، إنها فرصة كبيرة ينبغي اغتنامها لمراجعة النفس وإعادة ترتيب العديد من الأمور، خصوصاً أننا نعيش أوضاعا متوترة بين واقع مرير وجلد للذات، وسط وجود العديد ممن يعيشون بيننا ينتظرون منا التسامح والحب والود والاحترام والتقدير، لاسيما العمالة، سواء المنزلية أو غيرها من العمال، فرغم غربتهم ومعاناتهم واجتهادهم لبذل الغالي والنفيس من أجل إنجاح مشروع صاحب العمل أو خدمته هناك من تجردت قلوبهم من الإنسانية يعتبرون أن هؤلاء مجرد عمال يدفعون لهم الرواتب، وبالتالي يجب مص دمائهم إلى آخر نقطة، وكأن العملية أصبحت استعباداً.
هناك مَن يطلب مِن الخدم وسط الحر الشديد التوجه لشراء أغراض من الجمعية أو البقالة أو المطعم سيراً على الأقدام رغم بُعد المكان، بينما يظلون هم جالسين تحت التكييف، وعندما يعود الخدم يفقدون أعصابهم وينهالون عليهم بالشتائم لمجرد أنهم تأخروا قليلاً، دون مراعاة مشاعرهم، وقد يصل الأمر إلى حد الاعتداء عليهم بالضرب أمام صمت السائق أو «القهوجي» أو الخادمة الذين يخشون فقدان وظائفهم التي تفتح لهم بيوتهم في دولهم وتساعد أسرا تنتظر شهريا مصروفها من هذه الرواتب التي تحمل معاناة أصحابها الذين يذوقون المرارة كل يوم.
في المقابل هناك خدم فرضوا هيبتهم، بل باتوا يديرون البيوت ويتحكمون فيها، وهناك أطفال يعتقدون أن الخادمة هي والدتهم ويصطدمون بالواقع المرير يوم سفرها، فيبدأ مسلسل إقناع الطفل من الأبوين الحقيقيين مع محاولات عودة المياه إلى مجاريها... إن قضية استعباد بعض العمالة باتت أمراً ينبغي التصدي له، خصوصاً أن كلمة جارحة قد تؤدي بالعامل إلى النهاية وارتكاب ما لا يحمد عقباه... وفي مقابل هذا، هناك عمالة بلا ذمة ولا ضمير، تحظى بتشجيع بعض السفارات لابتزاز أصحاب الأعمال عبر وسائل مختلفة.
وفي هذه الأيام المباركة نتمنى أن تعمر القلوب بالإيمان وتطهر من ارتكاب الآثام وتنقى من السواد، وأن تلتفت الأجهزة المختصة بكل رحمة إلى قضية إخواننا «البدون» الذين يعيشون مرارة صعبة وظروفاً قاسية، ويتم تنفيذ خريطة الطريق لهم بالشكل الصحيح دون وضع العراقيل المتعارف عليها، ودون تدخل المدرب لتغيير الخطة في كل مرة، ودون الأخذ بتوصيات المستشار الذي لديه عُقَده، ودون غمز ولمز يا «بدون»، ودون الاسترشاد بمعلومات بعض المندسين، حتى يمن الله علينا برحمته.
كل عام وأنتم بخير، وعيداً سعيداً على الجميع، وعساكم من عواده.
تعليقات