#جريدة_الآن د. خالد الصالح: يا سمو الرئيس ... ما زلنا متفائلين!!

زاوية الكتاب

كتب د. خالد أحمد الصالح 654 مشاهدات 0


الراي

أكثر الناس تكاسلاً أكثرهم تشاؤماً، هذه حقيقة بل هي قاعدة راسخة في الحياة ، في عز التعب والإرهاق تأتي بشرى التفاؤل فيذهب الكسل ويستعيد الجسم نشاطه، أثناء حفر الخندق في غزوة الأحزاب في السنة الخامسة للهجرة بشّر المصطفى صلى الله عليه وسلم أصحابه العظام بمفاتيح الشام بقصورها وجمالها وفارس واليمن، أي تفاؤل وأي بشارة كانت تلك وفي أي وقت!
التفاؤل إكسير الحياة وهو الطاقة التي تستمدها النفس من أجل العمل، لكن هل التفاؤل يعني أن نرسم الورود على مستنقع، أو أن ننشد الثناء على المقصرين؟! الجواب كلنا نعرفه.
في صيف الكويت الحار الطويل تقدّم البعض باقتراح رائع، اقتراح يحمل روح التفاؤل للوطن القادم اقتراح بأن يجتمع وزير الشؤون مع رؤساء مجالس إدارات الجمعيات التعاونية، الوزير الذي له الحق في حل تلك المجالس لا شك أنه يمون عليهم، لو طلب معالي الوزير منهم أن تخصص الجمعيات مبلغاً لتظليل وتكييف الحديقة العامة في المنطقة التابعة للجمعية أسوة بما في مجمع الأفنيوز، تظليل نهاري بارد، تخيلوا حديقة باردة داخلها حمام سباحة ووسائل ترفيه وجمال الأشجار وخرير المياه لأهل المنطقة!، أما المبلغ المدفوع فيسترد من الاشتراكات التي نقترح أن تكون خمسين ديناراً سنوياً لكل أسرة تسكن المنطقة وخمسمئة لمن هم خارجها، وأيضا تُسترد الأموال من المبيعات والكانتين داخل الحديقة.
لماذا لم يصل هذا الاقتراح إلى الوزراء المعنيين؟ ولماذا لم تبادر «جمعية» في تنفيذه رحمة بأهالي المنطقة؟ الجواب أن المتشائمين لدينا هم أصحاب القرار، لا يؤمنون بمستقبل الوطن ولا هم مقتنعون بحق المواطن في أن يستمتع في بلده.
لقد أزال المتشائمون حديقة القرين العامة بدل أن يطوروها وأدخلوها في نادي رياضي، رغم احتجاجات سكان المنطقة لها، وسيظل هذا الموضوع مؤشراً على تسلط الفساد كما كان، وما زال، إزالة اسم الأصمعي عن ثانويته مؤشراً على التسلط، مؤشرات ستبقى كشهادات للتاريخ .
هناك متشائمون لا يرون للكويت مستقبلاً، وهم الذين يتسببون في قهر المواطن، ولأنهم كسالى كعادة المتشائمين تتباطأ لدينا حركة التنمية.
رسالتي إلى رئيس حكومتنا ابحث عن المتفائلين الذين يُسعدون الناس ويخففون عنهم، الذين ينشرون طاقة العمل والاجتهاد.
لديكم، يا سمو الرئيس مشكلة، ولكننا متفائلون بحلها.

تعليقات

اكتب تعليقك