#جريدة_الآن د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي : وداعاً محب الكويت في نجران!
زاوية الكتابكتب عبدالمحسن الخرافي أغسطس 3, 2019, 11:50 م 1103 مشاهدات 0
القبس
ناجي ناصر الهدنة رحمه الله مثال جميل على حسن التواصل الخليجي الفعلي، حيث جسَّد رحمه الله التلاحم الفكري والقيمي حين أحب الكويت وتابعها في شتى المجالات رغم تباعد المسافات في أقصى جنوب المملكة العربية السعودية الشقيقة من نجران قرب حدود اليمن الشقيق، حيث أحب الكويت وأهلها، وتواصل معهم، وتابع وسائل الإعلام فيها المرئية والمسموعة والمقروءة، وتابع دقائقها بشكل لافتٍ أكثر من كثير من الكويتيين أنفسهم، بل وتابع برلمانها وانتخاباتها بتفاصيلها، بل وكان يحمل هم وصول الأعضاء الشرفاء البعيدين عن الفساد وشبهاته إلى البرلمان الكويتي.
ولعل بوأحمد رحمه الله نموذج جميل لتوزيع المحبة، حيث إن لديه من الصداقات والعلاقات الودية والثقافية والاجتماعية ما فاق وطنه إلى دول المنطقة كلها.
كما حمل هم الدعوة بمفهوم العصر الحديث، حيث طرح نموذجاً استحدثه في مجال الفكر والدعوة أسماه «الوتد» حيث حرف الواو يرمز للوقف والتاء للتربية والدال للدعوة، وقد كان يبني مثل هذا النموذج بكل جدية وكأنه يحمل هم توجيه الأمة لما فيه مصلحتها وصلاحها.
أما على صعيد تخليد ذكرى المحسنين الكويتيين فقد كان متميزاً فيه عن سائر الكتاب الكويتيين أنفسهم بلا استثناء، وأنا أشهد له رحمه الله أنه كان يقتنص الإصدارات الكويتية التي توثق للمحسنين الكويتيين ليكلف الشاعر الفحل الأستاذ شريف قاسم لينظم في هؤلاء المحسنين الكويتيين قصائد مطولة تحكي كل منها ترجمة شعرية لمشتملات تفاصيل إحسانهم، فكان على سبيل المثال يقتنص الإصدارات التوثيقية للمحسنين فور صدورها، وأحياناً كثيرة قبل صدورها باستخدام البروفات قبل النهائية التي يطلبها ليسابق بها الزمن هو والأستاذ شريف قاسم، فأصدرا بذلك النور إصدارات شعرية جميلة أسماها «رحلة وقف النور إلى ديار المحسنين»، والجميل فيها أنها كلها وقف للكويت ولم يطلب فيها من ذوي هؤلاء المحسنين الراحلين فلساً واحداً سوى ما وجدوه من رغبة المساهمة في طباعتها عند البعض من خلال اقتناء بعض النسخ المطبوعة بسعر تكلفتها، فلم يكن ولا رفيق دربه في التوثيق الشعري لإحسان أهل الكويت يتكسبان بهذا الشعر الذي لم يأخذ مداه ولا صداه لأنه رحمه الله اكتفى بتأليفه وإهدائه لذوي هؤلاء المحسنين من دون ضجة إعلامية أو تسويق إعلامي.
ولقد كان من الطبيعي جداً أن تأتيني منه رسالة «شاهد الآن البرنامج الفلاني على القناة الكويتية الفلانية، فالموضوع مهم وقد يهمك».
رحمك الله يا ناجي وجعل لك من اسمك أفضل الحظ والنصيب، ولقد أحببنا من خلالك أهلك وناسك الطيبين في نجران البعيدة جغرافياً والقريبة وجدانياً.
تعليقات