#جريدة_الآن وليد الرجيب: الدول تصنعها العقول والسياسات لا المال وحده!
زاوية الكتابكتب وليد الرجيب أغسطس 1, 2019, 11:18 م 884 مشاهدات 0
الراي
إن المال وحده لا يصنع الدول، بل تصنعها العقول والسياسات الحكيمة، التي تقيس قوتها بمستوى رخاء الشعوب وقدرتها على التفاعل والانتاج، وعلاقاتها الإقليمية والدولية المتوازنة، وتوسع هذه الدول لا يكون أفقياً بالضرورة، بل يكون رأسياً وبالعمق، ومن خلال سمعتها الدولية بين شعوب العالم وتطورها الذاتي.
نحن في دول مجلس التعاون الخليجي، ليس لدينا خيار سوى تحسين علاقاتنا ببعضنا، والتسامي على الخلافات، والاستفادة من تجارب دول العالم، وتفادي الأخطار الإقليمية المحدقة، التي تعطل التنمية وتسبب خللاً في الأمن الوطني والإقليمي وضعف الجبهات الداخلية.
وقد نتفهم خلافات هنا وأخرى هناك بين الأنظمة، سببها سياسات أو تعارض في المصالح، لكن من غير المفهوم ولا المفيد أن تكون الخلافات بين الشعوب، بل تكاد تكون هذه الخلافات غير منطقية، بسبب القيم البشرية المشتركة، مثل الإخاء بين الشعوب وتبادل المنفعة والسلام.
إن إطالة الخلافات بين دول الخليج، تدفع إلى حرب إعلامية غير نظيفة تؤدي إلى الاحتقان، وتأثر الشعوب بهذه المعلومات، سواء كانت حقيقة أم دعاية مضادة، وإقحام الشعوب في الصراعات بين الأنظمة، يسبب عداء بين الشعوب، التي تكتسب في الخليج خصوصية، بسبب علاقات القربى والنسب والمصالح الاجتماعية.
وقد تكون وسائل الإعلام مدفوعة دفعاً للمشاركة في الصراع، بينما الشعوب بريئة من أي شكل من أشكال العداء والفرقة، لكنها قد تكون مضللة بالحرب الإعلامية، خصوصاً أن وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت طرفاً لا يستهان به في الصراعات، عبر الأسماء الوهمية والحسابات المزورة، التي يمكن أن تعمل في صالح الأنظمة أو تعمل ضدها.
إن إقحام الشعوب في لعبة الكبار، من خلال الإعلام والدعاية الموجهة، هو أخطر ما في الخلافات بين الدول، لأن الخلافات السياسية قد تنتهي في يوم من الأيام، لكن تأثيرها على الشعوب قد يمتد ويورّث.
إن موقف الدول الداعية إلى حل الخلافات، والتي تروجها الدعاية الإعلامية على أنها حياد غير إيجابي، هي دول تحاول تخفيف الاحتقان بين الشعوب، وتدعوها إلى حذو حذوها لحصر الخلاف بين الأنظمة ومصالحها المتعارضة.
لا يوجد خلاف ليس له حل أو حلول، والمكابرة لا تصنع الاستقرار والسلام، خصوصاً واننا نعيش في إقليم ملتهب، وأراضينا تحوي مخزون الثروات في العالم، فسواء شئنا أم أبينا سيسبب ذلك في عدم استقرار داخلي، مما يتطلب تضامن وتكاتف ومصالحة تقدم مصالح الدول والشعوب على المصالح الضيقة.
تعليقات