#جريدة_الآن محمد العطوان: ما علاقة الشباب وتمكينهم وتنمية مهاراتهم وجعلهم مبعث الرجاء ومعقد الأمل بشيء يسمى «خطأ إجرائي»؟
زاوية الكتابكتب محمد العطوان يوليو 30, 2019, 11:15 م 711 مشاهدات 0
الراي
مَن المسؤول عن الشباب؟
في أكثر من مناسبة يذكر سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه عبارة: «الشباب مبعث الرجاء ومعقد الأمل»، وعليه فإن سياسات الدولة ملزمة في أن تكون ترجمة فعلية لرؤية سموه الحكيمة.
ومن إحدى توصيات «الكويت تسمع» في عام 2011 إنشاء مجلس للشباب الكويتي، فتم العمل على المقترح حتى خرج مع منجزات «الكويت تفخر» 2019، وبدأت عملية الترويج للتسجيل في المجلس في اللقاءات التلفزيونية والمؤتمرات الصحافية والسوشيال ميديا، وفي لقاءات تنويرية في الجامعات والمعاهد والمحافظات.
ثم تسجيل الشباب وإجراء عملية القرعة، كي تُعلن الأسماء وترفع الصحف وتجري أحبار المطابع بخبر اختيار أعضاء المجلس الشبابي، ويبارك الأصدقاء والمعارف ويذهب كل شاب إلى حلمه ومتخيله الاجتماعي، الذي يكون فيه مبدعاً وشريكاً ومتمسكاً بهويته الوطنية، وتجتمع الهيئة العامة للشباب مع صفوة الشباب الذين تحقق جزء من حلمهم في التمكين، كونهم جميعاً في الحد الأدنى لهم اهتمام بنائي بالشأن العام.
وبعد أن تفاعلوا في برنامج تدريبي لمدة شهر صيفي من الساعة الثالثة عصراً وحتى التاسعة مساء في قاعة بحجم قاعات الانتظار الصغيرة في المطارات، بينما كانت الطائرات الحقيقية مليئة بالضجيج، كان الشباب في القاعة مع حالة إنصات للمعنى بدءاً من معنى الشاب وانتهاء بمعنى كيف نبني ونوجه السياسات الحكومية، وكيف نكتب ورقة السياسات من منظور الشباب؟
ولأن النهايات السعيدة لا توجد إلا في الروايات الأكثر مبيعاً وليس في المقالات الأقل قراءة، فقد انتقل ملف المجلس الشبابي من الهيئة العامة للشباب إلى المكتب الفني لوزير الدولة لشؤون الشباب، لأسباب لا يعلمها إلا الله والراسخون في مكتب الوزير.
وفي طقس موغل في التعقيد والعتمة يحدث تحول درامي في القصة، كالذي يحدث في الأفلام القديمة... «انت مش ابني، انت لقيط»!، فدائماً هناك خطأ إجرائي يمثل حديقة خلفية لتعليق المشانق، خطأ يسمح لوزارة الدولة لشؤون الشباب أن ترتدي نظارة تنظر للهرم التشريعي من دون أي اعتبار للهرم السكاني، تحت عنوان «الشباب يحارب الشباب»، ولا لاعتبار الهرم السياسي تحت عنوان «الحكومة ضد الحكومة».
ثم يخرج خبر يعلن توقف إجراءات مجلس الشباب، ثم يطلب من الشباب - الذين تم اختيارهم - العودة إلى بيوتهم مبكراً هذا اليوم، لأن وزارة الدولة لشؤون الشباب رأت أن هناك خطأ إجرائياً ولا شيء غير ذلك، ثم يتذكر الشباب أثناء العودة بأن أصدقاءهم قالوا لهم يوماً: «لماذا تشاركون في نشاط حكومي؟... دائما هناك خطأ إجرائي».
ما علاقة الشباب وتمكينهم وتنمية مهاراتهم، وجعلهم مبعث الرجاء ومعقد الأمل بشيء يسمى «خطأ إجرائي»؟
الإجابة تبدو مضحكة!
خطأ إجرائي في كون إعلان المجلس الشبابي لم ينشر في جريدتين واسعتي الانتشار! خطأ إجرائي من أيام أفلام الأبيض والأسود.
يدلي المستشار، فيخرج الخبر الذي يفتقد للبيان في «كونا» والصحف والسوشيال ميديا مدججاً بقرارات وزارية وأرقام سنوية ومواد لوائح تنفيذية ومواد داخلية، من دون الإشارة ولو حتى من بعيد لأي اعتذار لكل الشباب الذين شاركوا في التسجيل والورشات والجلسات الحوارية، وتأجيل السفر وانتظار قرار التشكيل أو حتى انعقاد الجلسة الأولى، بيان فارغ من إيجاد بديل لا يجعل الشباب يتحملون نتيجة خطأ إجرائي ما، لأنه ودائماً أيضاً هناك خطأ إجرائي ما!
كيف تنظر جهة مثل مكتب وزارة الدولة لشؤون الشباب... للشباب وأسرهم؟
وهل صحيح أن الإنسان اخترع النظارة الشمسية، لأنه لا يحب أن يحدق في الحقيقة؟
الحقيقة التي تقول إن الشباب أكبر من مجرد ترس في آلة، تتوقف بسبب خطأ إجرائي حكومي داخلي.
إحدى القصص القصيرة:
تتخرج في إحدى الجامعات الأسترالية بتفوق وتحوز براءة اختراع، تعرض عليها الجنسية الأسترالية ومغريات تليق بالمبدعين، ترفض، وتقول الديرة أولى... تتقدم للمجلس، تختارها القرعة فيحل لخطأ إجرائي.
تعليقات