#جريدة_الآن محمد القزويني: مأساة عظمى أن نمتلك المال والعقل والمورد والبشر لكننا نستجدي الغرب الخبيث لتوفير جميع احتياجاتنا!

زاوية الكتاب

كتب د. محمد القزويني 591 مشاهدات 0


الأنباء

التصعيد الخطير الأخير الذي نشاهده في فم الخليج العربي ماهو في الحقيقة إلا نتاج خبث الطامعين المتربصين المستكبرين. فلقد قامت بريطانيا بخبثها المعهود بالتصدي لناقلة نفط إيرانية ليس في الخليج وإنما في مضيق جبل طارق واحتجازها بدعوى اختراق الحظر المفروض على سورية كونها تحمل نفطا لسورية ولم تتصد بريطانيا لقوافل الأسلحة التي كانت ولاتزال تتدفق على المعارضين والدخلاء على سورية.

الخطوة البريطانية الخبيثة أيا كانت دوافعها وهي ليست بريئة قطعا لم تشأ إيران أن تجعلها تمر بسلام وهي المقصودة بهذا العدوان والاستفزاز، فلابد لإيران أن تظهر عزمها وعزيمتها على تنفيذ وعدها ووعيدها فقامت باحتجاز السفن البريطانية أو التي تحت حمايتها التي تمر في مضيق هرمز.

هو تبادل أدوار بين الخبثاء فتعلن أميركا عدم رغبتها في دخول الحرب فتتصدى بريطانيا للاستفزاز لتحسب النتائج وترصد مع ترك الباب مفتوحا للمفاوضات التي لا تقف عند حد السفن بل تتسع لتشمل مجمل الوضع. ولنا في عدم أخذ أميركا الأمر بالجدية الكاملة وترك الأمر لبريطانيا بل إعلانها أن حماية السفن البريطانية هي مسؤولية البريطانيين وحدهم دليل على أن الأمر اختبار لجهوزية ورد فعل إيران. وفي هذا السياق أعلنت ألمانيا أن الوقت مبكر جدا للحديث عن حماية السفن. وحتى موافقة أميركا على ارسال قوات عسكرية لتأمين الملاحة في الخليج إنما جاءت على مضض وبقصد الحصول على المردود المالي وليس المقصود الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران وإن طبل لها المرجفون.

يبدو أن إيران تعرف اللعبة وتعرف أيضا تفكير الغرب لذا لم تصب بالرجفة من خطوة بريطانيا، وحدهم العرب وليس كل العرب هم من اصطكت اسنانهم رعبا لهذه التطورات فطفقوا يشرقون ويغربون في تحليلات يضحك منها الطفل الرضيع كما شرقوا وغربوا في تحليلات فاشلة فاسدة حينما تطاول صدام على حرمة الأرض الكويتية.

والجديد الآن هي النغمة النشاز التي يسوق لها بعض مهرجي الخليج وأطفال السياسة الذين يعيشون على فتات موائد الحكام والتي تقول أن إسرائيل أفضل للعرب من إيران.

الغرب يزرع الفتنة بيننا ويتخلق الأسباب لإشاعة الفرقة ونحن وكأننا ننتظر تلك الفرص لنبدي غل نفوسنا ونتغاضى عن ذلك الغرب الخبيث وهي يستهزئ بمقدساتنا وينال من كرامة رجالاتنا ولا من مستنكر ولا حتى من ممتعض. وانها لمأساة عظمى أن نمتلك المال والعقل والمورد والبشر لكننا نستجدي الغرب الخبيث لتوفير جميع احتياجاتنا، حتى أدوات الحمام فيتلذذ هذا الخبيث بإذلالنا والتلاعب بمصالحنا وخلق الفتن لنا وبيننا ونحن نواصل التغني بأمجاد لم نصنعها وتأريخ سحقناه بكل عظمة ولحمة في اقدامنا ولم نفكر يوما بالمطالبة في استغلال ما لدينا من خيرات وإمكانات للارتقاء بمنطقتنا وفرض احترامنا على العالم أجمع.

تعليقات

اكتب تعليقك