#جريدة_الآن د. سليمان الخضاري: السيد و«الكويتيين الأصيلين» وأصحاب الطراريد!
زاوية الكتابكتب سليمان إبراهيم الخضاري يوليو 25, 2019, 11:01 م 915 مشاهدات 0
الراي
لا بد من توطئة بهذا المقال، فعائلة الرفاعي المحترمة ذات فروع شتى في الكويت وخارجها، وكلها لها احترامها وتقديرها، وتربطني بهذه العوائل الرفاعية علاقة أكثر من طيبة، فعلاوة على مكارم أخلاقهم، فنحن - المسلمين - جبلنا على احترام من نوع خاص للأسر الهاشمية المنتمية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك، فلهذه الأسرة مكانة في نفوس جميع الكويتيين بجميع فئاتها ومذاهبها، وأذكر أنني شخصياً كنت أقبّل يد السيد يوسف الرفاعي رحمه الله، رغم مقاومته اللطيفة لذلك الفعل، وذلك كلما سنحت لي الفرصة والشرف بلقائه احتراماً لسنه وقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه التوطئة لا بد منها حتى لا يساء الفهم، ونحن نتحدث عمن جعل من نفسه أيقونة للـ«كويتيين الأصيلين» و«عيال بطنها»، وقام بالتعريض بمن جاء «على طراريد» لهذه البلاد، وهو للأسف الشديد، «مدرس» - تخيلوا - وقد كتب هذه التغريدة وتغريدات أخرى منسوبة له تحتوي على ألفاظ لا أعلم كيف يمكن لمن اتخذ من أقدس مهنة وهي التعليم وظيفة فعل ذلك، وهي المهنة التي يفترض بمن يمتهنها أن يتحلى بأعلى درجات الخلق القويم والفكر السليم، لما لمهنته وشخصيته وسلوكه من تأثير مباشر على النشء وعلى أولادنا وبناتنا الذين نأتمن المعلمين عليهم وعلى سلامة فكرهم ومنطقهم وأخلاقهم.
القضية ليست شخصية اطلاقاً، لكنها مع المنظومة التعليمية في بلادنا والتي تسمح لشخص يتبنى مثل تلك الآراء أن يتبوأ مقاعد التدريس، وأكاد أزعم أننا لو كنا في بلد آخر يحترم هذه المهنة بشكل أكبر، لكان قد فصل نهائياً من سلك التعليم، لما لآرائه التي كتبها ولم ينف صدورها عنه حتى الساعة من توجهات عنصرية ومتعالية، وعلى فئات من الشعب الذي يقوم بتدريس أبنائه، ولا أعلم حقيقة بأي وجه قد يقابل أحد أبناء من جاؤوا على طراريد على حسب وصفه، وأن يحدثه عن الكويت التي تجمعنا جميعا وأنها وطن القانون الذي لا يتمايز فيه أحدنا على الآخر إلا بمقدار ما يقدمه لمجتمعه، لا بمقدار «نقاوة دمه وأصالته» - وهو شيء لا أفهمه إلا في عالم الخيول - وقد أكون مخطئاً، أو بتاريخ ورود أجداده لهذه الأرض الطيبة، التي جعلت لنا جميعاً موقعاً بين الأمم وقيمة نفخر بها، فبدونها، حتى هو سيُضحي من دون قيمة!
إنني أزعم أن كل قطرة دم سالت دفاعاً عن هذه الأرض في الغزو أو غيره، أطهر من أطهر من يدعي نقاوة دمه وعرقه وأصالته في هذه الأرض من دون تقديم شيء حقيقي لها غير التباهي بالأصول والأنساب، وليت السيد تذكر قول جده رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود... إلا بالتقوى»!
في النهاية... سيدنا لشخصك الاحترام... لكن ما قمت به هو أمر كارثي، ولا بد من مواجهته وعلى أعلى المستويات!
تعليقات