#جريدة_الآن محمد الرويحل: مرتزقة "التويتر" أصبحوا نجوماً فيما يطرحونه من سفالة وانحطاط وشتم ونشر كل ما هو سيئ مقابل أموال تنهمر عليهم من كل حدب وصوب

زاوية الكتاب

كتب محمد الرويحل 676 مشاهدات 0


الجريدة

في بدايات "تويتر" كان معظم مستخدميه يعتقدون أنه وسيلة للتعبير عما في قلوبهم وأذهانهم، وأعتقد أن أحداً لم يفكر بأنه سيكون أداة تستغل نظير مال يدفع لصاحب الحساب... لذلك كان الإبداع في بداياته واضحاً، وكان المتابعون يختارون المبدعين، غير أن الحكومات والمتنفذين دخلوا على "تويتر"، ودخل المال السياسي من نافذته ليحول هذا الإبداع إلى أداة سبٍّ وشتمٍ ونشر لفضائح الناس وتشويه سمعتهم.

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مقرفة ومقززة، بل تحولت إلى مصدر رزق لكثير من المرتزقة الذين نالوا إعجاب المتابعين بطرحهم وبآرائهم وإبداعاتهم، أو حتى بنشر الابتسامة للناس من خلال ما يغردون به، لنفاجأ بعدها بتحول كبير من اليمين إلى أقصى اليسار، لنجد وجهاً آخر لهذا وذاك، فمنهم من ينشر العنصرية ويتطاول على الوحدة الوطنية، ومنهم من يقف مع دولة ضد أخرى ليصم خصومها بأبشع الأوصاف والتهم، ومنهم من يدافع عن متنفذ فيهاجم خصومه، ومنهم من يتهم الناس زوراً وبهتاناً ليرضي من خلفه، وهكذا حتى اعتقد الكثير أن وسائل التواصل أصبحت مهنةً لمن لا مهنة له.

يقول لي أحدهم إن التغريدة في حسابه وصلت إلى ٥٠٠ دينار، وهو مبلغ خيالي لا يمكن أن يدفعه شخص عادي، الأمر الذي نجزم معه بأن هذا المبلغ هو مال سياسي ولحاجة في نفس يعقوب، وآخر يقول إن الحساب الفلاني يتقاضى راتباً شهرياً يتجاوز ثلاثة آلاف دينار، وهناك من يقول إن هناك دفعات خيالية تحول إلى أصحاب الحسابات المشهورة من قبل حكومات دول أخرى، والغريب أن أمر كل هؤلاء "التويترية" أصبح مكشوفاً من خلال طرحهم وانقلاب توجهاتهم، إلا أنهم لا يزالون نجوماً لامعة في سماء الطائر الأزرق.

يعني بالعربي المشرمح:

مرتزقة "التويتر" أصبحوا نجوماً فيما يطرحونه من سفالة وانحطاط وشتم ونشر كل ما هو سيئ مقابل أموال تنهمر عليهم من كل حدب وصوب، وكله على حساب الإبداع والحرية ونشر الأفكار النيرة والمفيدة ليصبح الطائر الأزرق وسيلة للارتزاق ومهنة من لا مهنة له، الأمر الذي حول هذه الوسيلة في عالمنا العربي لغير الغرض الذي صنعت من أجله، لتشوه منظر هذا الطائر الجميل، ويصبح كالغراب موقع شؤم وخراب.

تعليقات

اكتب تعليقك