#جريدة_الآن داهم القحطاني : ليتكم استجبتم لمقترح الشيخة أمثال
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني يوليو 20, 2019, 11:03 م 751 مشاهدات 0
القبس
في عام 2007، وبعد زيارة رسمية لليابان، اقترحت رئيسة مركز العمل التطوعي الشيخة أمثال الأحمد إنشاء مركز لعمليات الطوارئ، يعنى بالوقاية من الكوارث، ليكون مماثلا للمركز الذي زارته في اليابان ذلك العام.
حينها تندر البعض من حزب «الهون أبرك ما يكون» من مقارنة يابان الزلازل مع الكويت ذات المناخ الهادئ، معتبرين أن إنشاء مثل هذا المركز سيكون مجرد تبذير للأموال.
هؤلاء، وبعضهم للأسف من صناع القرار، يدمنون النظر تحت الأقدام، ويخشون رفع البصر للأمام قليلا كي لا يواجهوا الحقائق المرة التي تتطلب تعاملا فوريا، ومنها أن المناخ في الكويت سيزيد تطرفا بشكل سنوي وفق تقارير مناخية موثوقة ومؤكدة.
إنهم يتبعون أسلوب النعام في دفن الرأس في عالم يتطلب صقورا محلقة ترصد بعيون فاحصة كيف يتبدل هذا العالم من حولنا سياسيا واقتصاديا ومناخيا.
المناخ تبدل في الكويت بالفعل، ففي شهر نوفمبر الماضي تعرضت مدن ومناطق عدة لسلسلة من الأمطار الغزيرة أدت بسبب البنية التحتية المتهالكة أو التي تم تخطيطها وتنفيذها بشكل خاطئ إلى غرق انسان بريء، وإلى إغلاق طرق سريعة وغرق شوارع داخلية كثر في مناطق سكنية، وإلى هدم بعض المنازل واضطرار أصحابها للسكن في فنادق قريبة.
المشهد كان كارثيا، لكن الأضرار كان يمكن أن تكون أقل بكثير لو تم تنفيذ مقترح الشيخة أمثال.
حينذاك وفي مقابل ظهور الإدارة الحكومية بشكل مهزوز ومتخبط قبل أن تتحسن لاحقا وبشكل طفيف، ظهر الشباب الكويتي على مستوى الأفراد والضباط والموظفين التنفيذيين بشكل مشرف، حيث واجهوا هذه الكارثة بروح وطنية عالية.
ومجددا، وكما في حوادث عدة، يتبين أن مشكلة الكويت ليست في قلة الإمكانات ولا في ندرة الطاقات البشرية، كما يروج البعض وبسلبية، بل تكمن في الإدارة الحكومية غير المبدعة.
لا نقول إدارة حكومية فاشلة، فهناك وللإنصاف نجاحات تتحقق، وإن كانت تتم ببطء، لكن الكوارث الكبرى تحتاج بالفعل للإبداع في القيادة التنفيذية.
تخلي الحكومة بشكل عملي عن مبدأ الكفاءة في تعيينات القياديين واعتماد الوجاهة والواسطة والترضيات السياسية والاجتماعية كنهج بديل لا يمكن أن يقود للإبداع في القيادة، وبالتالي ستنكشف الإدارة الحكومية أمام الرأي العام مع كل أزمة وكارثة، فالكوارث حين تحصل لا تستأذن من أحد، ولا تنتظر الجهات الحكومية لتجتمع.
ولهذا تكمن القيمة الحقيقية لمركز الكويت للطوارئ في خلق شعور الاطمئنان لدى المواطنين والوافدين والمستثمرين وأصحاب الأعمال بأن هناك جهازا حكوميا مستعدا وبكفاءة وعلى مدار الثانية لمواجهة أي كارثة من أجل الحفاظ على الأرواح والممتلكات.
سكان قطعة رقم 1 في مدينة الفحيحيل، الذين حاصرتهم السيول وهدمت أجزاء من منازلهم وشردت بعضا منهم يحتاجون جدا لمثل هذا الشعور قبل موسم الأمطار القادم.
محاسبيا، النفقات التي تدفع سنويا لتنسيق عمليات مواجهة الكوارث ولتعويض المتضررين أكثر بكثير من حجم الميزانية المطلوبة لإنشاء وإدارة مركز الكويت للطوارئ.
وإلى حين اقتناع أحد ما بنصيحة الشيخة أمثال الأحمد بإنشاء هذا المركز نتمنى ألا يردد أي مسؤول حكومي بعد اليوم عبارات شمعية ومعلبة مَلّها الناس، ومنها «أن الحكومة لديها خطط طوارئ عدة، والأجهزة الحكومية على أهبة الاستعداد لأي طارئ»… عشرات الآلاف من المواطنين يسخرون من هذه التصريحات الباردة ويعلمون أن هذا المسؤول يعشق النعام.
تعليقات