#جريدة_الآن د. علي الحويل: تتجانس المجتمعات الغربية ويتقاتل العرب
زاوية الكتابعلي عبدالرحمن الحويل يوليو 4, 2019, 10:47 م 749 مشاهدات 0
الأنباء
يتقبل مجتمع الرجل الأبيض الأميركي، الأميركيين من أصول أفريقية على الرغم من كونهم حادي الطباع منغلقين على أنفسهم يتحدثون بلهجة هي اقرب للغة خاصة بهم، وحتى في بيوت العبادة اتخذوا لهم نمطا خاصا بهم من الأناشيد الدينية! وهم في المجمل متمردون على إملاءات المجتمعات المتحضرة وضوابطها ولا يشعرون بأهمية الاندماج الكامل (الكيميائي) في المجتمع الذي يتنازل بموجبه القادم الجديد عن بعض امتيازاته مقابل الانصهار في المجتمع، وعلى الرغم من ذلك فقد قبل بهم المجتمع الأميركي كمواطنين مساوين لأفراده في الحقوق يدرسون في مدارسه، ويتطببون في مستشفياته، وينافسون أبناءه على فرص العمل، وقبل الأميركي المؤسس دون غضاضة مشاركتهم في الاقتصاد العملاق الذي صنعه هو، فالمجتمعات المتطورة التي تعتمد على الإنتاج الزراعي والصناعي وعلى فنون التجارة وصناعة المال وتتخذ من مبادئ الديموقراطية والحرية والعدل والمساواة نظام حياة لها مجتمعات متسامحة تقبل التنوع ولا تنشغل بالتنافس بين مكوناتها، حريصة على تنمية المجتمع لصالح كافة مكوناته دون تفرقة بينها لأسباب عرقية أو دينية، وهي تدرك وتؤمن بأن رفاهية الفرد ورخاءه هو نتاج رفاه المجتمع ككل.
يعزو الكوريون الجنوبيون قفزاتهم الحضارية الاستثنائية إلى ذلك المفهوم تحديدا لذا فقد عمدوا إلى تدريسه بدءا من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعية، وقد عمل به أيضا السنغافوريون في مجتمعهم الصغير المحدود جغرافيا وتعدادا والمكون من 3 أعراق مختلفة، واستطاعوا كما استطاع المجتمع الكوري متوسط السعة والأميركي العملاق استيعاب التنوع العرقي والديني بدلا من أن ينشق المجتمع على نفسه.
على الجانب الآخر، فإن المجتمعات غير الناضجة والخاضعة لحكم الأنظمة الفردية تعيش في فقر وتراخ معتمدة على استيراد إنتاج الآخرين ومنهمكة في حروب عرقية ودينية لا تتوقف ولا تتيح فرصة للإنتاج والنمو ومنها المجتمعات العربية والإسلامية والأفريقية ببعض الاستثناءات المحدودة كدول الخليج وماليزيا التي توافرت لها عزيمة التطور.
العراق أثناء احتلاله وبعد تحرره خسر مئات الألوف من الضحايا في الحروب الطائفية بين السنة والشيعة، وتزيد أعداد ضحايا الاقتتال الطائفي في سورية عنها في العراق وشهد لبنان حروب تصفية عرقية ودينية في سبعينيات القرن الماضي راح ضحيتها عشرات الألوف، وليس اليمن بأقل بؤسا من الدول الثلاث فكلها عاشت أو تعيش حروبا داخلية مدمرة نتيجة العجز عن القبول بالآخر والانسجام معه.
تعليقات