#جريدة_الآن عبدالمحسن جمعة: العالم العربي نسخة واحدة.. ديمقراطياتنا مسرحيات هزلية وحرياتنا وسائل إعلام منسوخة عن بعضها البعض وحقوق الإنسان عندنا لجان شكلية!

زاوية الكتاب

كتب عبدالمحسن جمعة 832 مشاهدات 0


الجريدة

مَن يَجُل بنظره وذهنه على العالم العربي يصدم ويهُله الأمر، فلا يوجد غرس من مظاهر الحكم الرشيد أثمر فيها، لا ديمقراطية ولا حريات ولا حقوق إنسان، بينما في كل العالم توجد، ما عدا استثناءات بسيطة، ففي أميركا اللاتينية كوبا وهايتي، وفي آسيا فيتنام والصين، وفي إفريقيا زيمبابوي وجيبوتي، لكن في العالم العربي كلنا نسخة واحدة ديمقراطياتنا مسرحيات هزلية، وحرياتنا وسائل إعلام منسوخة عن بعضها البعض، وحقوق الإنسان عندنا لجان شكلية!

الديمقراطية في العالم العربي أصبحت "مسخ"، مجالس أراجوزات ومهرجين وأصحاب الـ "كوميسون" والمحتكرين والكومبارس وصيادي الفرص والمتشددين والطائفيين والقبليين... إلخ، والدساتير حبر على ورق يشكل «كالصنصال» لأصحاب النفوذ والسلطة، ونخدع أنفسنا ونسميها برلمانات، وجلساتها جلسات تشريعية، بينما هي في الواقع "اسكتشات" كوميديا سوداء، أما القضاء فهو معبد مقدس، إذا انتقدته أو حاولت إصلاحه في العالم العربي فستذهب خلف الشمس.

أما الصحافة والإعلام في العالم العربي فغصة أخرى في صدور العرب، الصحف العربية كلها وبعد 120 سنة من نشأة الصحافة العربية، أصبحت صحافة حكومية، أو تحت هيمنة أصحاب الأعمال وأجهزة الاستخبارات العربية أو الإيرانية، كل الصحف في العواصم المهمة للصحافة العربية، وهي بيروت والقاهرة والكويت، أصبحت نسخاً مكرراً لبعضها البعض إلا ما رحم ربي، ومحطات التلفزة الخاصة التي تنعش وجهات النظر والآراء المستقلة حول العالم، في العالم العربي تحت سلطة الحكومات، بل أضحت أجهزة أمن الدولة في بعض الدول العربية هي المحتكرة لمحطات التلفزيون الخاصة!

أما لجان ومجالس حقوق الإنسان العربية فهي مرادف لقهقهات ضحك بطعم المرارة، فالسلطات العربية تنشئ مجالس حقوق الإنسان، وتعين فيها أزلامها والمحسوبين عليها، لا بل بعضها تم تعيين عملاء استخبارات سابقين فيها، كل شيء عندنا من شكل العالم الحديث الحر والديمقراطي لا يثمر... فهل نعيش حقاً في أرض قاحلة لا يمكن أن تفهم قيم العصر الحديث؟!

***

عندما تنتقد الأوضاع في بلد عربي منتعش اقتصادياً، يرد عليك البعض: يا أخي احمد ربك... وشوف شكل منزلك عندما تدخله ونوع السيارة التي تركبها... هؤلاء "المطبلين" أنفسهم يمجدون بديمقراطية بلدهم ومؤسساتها الدستورية، فلماذا نحتاج برلماناً وخلافه طالما الأمور عال العال وميه ميه... ولا تستوجب النقد أو الرقابة؟ ولماذا يحتاج السويدي والياباني والكندي إلى انتخابات وتبديل حكومات طالما سياراتهم فاخرة وأثاث منازلهم رائع؟

تعليقات

اكتب تعليقك