#جريدة_الآن وزير الخارجية يستقبل ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن
محليات وبرلمانتناول الاجتماع أبرز القضايا الإقليمية المعروضة أمام المجلس
الآن - كونا يونيو 28, 2019, 11:36 م 891 مشاهدات 0
استقبل الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي اليوم الجمعة ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بمناسبة زيارتهم الثانية إلى دولة الكويت التي تأتي ضمن إطار جهود دولة الكويت خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن ورئاستها لأعمال المجلس للشهر الجاري حيث تناول الاجتماع أبرز القضايا الإقليمية المعروضة أمام مجلس الأمن.
هذا وألقى الشيخ صباح الخالد كلمة خلال أعمال الاجتماع جاء نصها على النحو التالي: "بسم الله الرحمن الرحيم يطيب لي بداية أن أرحب بكم جميعا في بلدكم الثاني الكويت مثمنا الجهود المقدرة التي بذلت لإنجاح هذه الزيارة الثانية لمجلس الأمن إلى دولة الكويت والتي جاءت بعد الزيارة الاولى لأعضاء المجلس في شهر أبريل من العام الماضي أثناء الزيارة الرسمية التي قاموا بها إلى كل من بنغلاديش وميانمار لمتابعة الأوضاع الإنسانية الصعبة لأقلية الروهينغا والتي كانت برئاسة مشتركة بين دولة الكويت والمملكة المتحدة وجمهورية بيرو.
كما أود أن أتقدم بخالص التقدير والثناء على قرار مجلس الأمن للقيام بزيارة إلى كل من دولة الكويت وجمهورية العراق برئاسة مشتركة ما بين الولايات المتحدة الامريكية ودولة الكويت والإعراب عن الأمل بأن تتكلل الزيارة المقررة إلى العراق بالنجاح وتحقيق أهدافها المرجوة كونها تأتي في وقت غاية في الأهمية لإيصال رسالة دعم للحكومة العراقية في تنفيذ التزاماتها الدولية ومكافحة الإرهاب فضلا عن إعادة الإعمار وتحسين الأوضاع الإنسانية.
أود كذلك في هذه المناسبة أن أثمن عاليا ما تقوم به الأمم المتحدة ممثلة في بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق UNAMI من جهود مقدرة لمساعدة حكومة وشعب العراق الشقيق في جميع انحاء العراق في هذه المرحلة الهامة والرامية إلى بناء مستقبل واعد بدء من تهيئة الظروف المواتية لتحقيق الأمن والاستقرار فيه ومرورا بتلبية الاحتياجات الإنسانية والأساسية للشعب العراقي الشقيق ووصولا إلى تهيئة الأرضية المناسبة للتعافي وتحقيق التنمية المستدامة وإعادة الإعمار.
مؤكدين على استمرار دعم دولة الكويت الكامل وتعاونها مع البعثة من أجل إنجاز مهامها على أكمل وجه تنفيذا لولايتها عملا بالقرار 2470 فضلا عن متابعتها للملفات المتعلقة بالأسرى والمفقودين الكويتيين ورعايا البلدان الثالثة والممتلكات الكويتية المفقودة بما فيها الأرشيف الوطني وفقا لمسؤولياتها تنفيذا للقرار 2107 ومن خلال حث وتشجيع الجانب العراقي على بذل المزيد من الجهود للوفاء بالتزاماته الدولية المتبقية.
وإدراكا لحجم المعاناة والتضحيات التي تكبدها الشعب العراقي جراء استعادة السيطرة على كافة الأراضي العراقية من قبضة التنظيمات الإرهابية وبالأخص تنظيم داعش الإرهابي فضلا عن التداعيات السلبية التي خلفتها تلك الممارسات على الصعيد الإنساني والاقتصادي والأمني استضافت دولة الكويت مؤتمر دولي لإعادة إعمار المناطق المحررة خلال الفترة من 12 - 14 فبراير 2018 والذي عكس إيمان المجتمع الدولي والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني بأهمية دعم العراق من خلال تعهداتهم التي بلغت ما يقارب ال30 مليار دولار أمريكي على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات تقدم للعراق لتجاوز الظروف الصعبة التي مر بها ولضمان عودة اللاجئين الطوعية والآمنة والكريمة وعودة الأمن والاستقرار والازدهار إلى العراق الشقيق وقد بلغت تعهدات دولة الكويت منها ملياري دولار ونتطلع إلى إنشاء آلية لمتابعة تلك النتائج والتعهدات.
وما يثير قلقنا ويستدعي يقظتنا هو أن الجماعات الإرهابية لا تزال تمثل تهديدا لأمن العراق واستقراره بما في ذلك المنطقة على الرغم من هزيمة داعش في العراق وهذا ما يحتم علينا جميعا مواصلة بذل جهود إضافية تتميز بالمرونة فضلا عن اتخاذنا للمزيد من التدابير الحاسمة لتحجيم تلك الأنشطة والممارسات وصولا إلى مساءلة مرتكبي تلك الجرائم المروعة وتقديمهم للعدالة ومن هذا المنطلق فإن دولة الكويت تعول على الجهود التي تبذلها السلطات العراقية في ملاحقة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية بالتنسيق والتعاون مع الآلية الأممية المعنية في جمع الأدلة التي أنشأها مجلس الامن وفقا للقرار 2379 لعام (2017) وتلك اجراءات تمثل جانبا من الاطار المنهجي الشمولي للقضاء على الارهاب.
لقد بادرت دولة الكويت منذ أن بدأ العراق الشقيق مرحلة البناء بعد سقوط النظام السابق بدعم جهود إعادة البناء والأعمار و لم تدخر جهدا للوقوف بجانبه للمحافظة على استقلاله وسيادته ووحدة وسلامة أراضيه كما رحبت الكويت بالحوار الوطني الشامل الذى نأمل بأن يمكن أطياف المجتمع العراقي من تحقيق المصالحة الوطنية ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز سيادة القانون وتوفير الرفاه والأمن لكافة مكونات المجتمع دون استثناء وان دولة الكويت على ثقة بأن استمرار التواصل والتعاون بروح الاخوة الصادقة مع جمهورية العراق الشقيق حيال جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك والذي ينبع من حرص البلدين الشقيقين على إزالة كل ما يعكر الصفو بيننا في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات وذلك بطي صفحة الماضي الأليم لكلينا متجاوزين الظروف التي حالت سابقا دون ذلك.
وتتويجا لهذا الحرص وتحقيقا للتكامل والتقارب المنشود بين البلدين كجارين وشعبين شقيقين تربطهما علاقات تاريخية مستندة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية حسبما يمليه ميثاق الأمم المتحدة أود أن أشير إلى قيام سيدي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بزيارة أخوية إلى العاصمة العراقية بغداد الأسبوع الماضي والتي ساهمت في تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية ولما لها من نتائج إيجابية تصب في مصلحة كلا البلدين فضلا عن استضافتنا في منتصف شهر مايو الماضي وعلى مدى يومين اجتماعات الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة الكويتية - العراقية حيث توصلنا للعديد من التفاهمات والاتفاقات بشأن جميع القضايا ذات المصلحة المتبادلة كي تصل العلاقات إلى أفضل مما كانت عليه.
إن دولة الكويت تقدر الحرص الدائم لمجلس الأمن في متابعة تنفيذ جميع الالتزامات التي نصت عليها قراراته ذات الصلة وخاصة تلك المتعلقة بالالتزامات التي مازالت متبقية منذ تحرير دولة الكويت عام 1991 في إطار بند الحالة ما بين العراق والكويت والمتعلقة في التعويضات المستحقة للكويت والأسرى والمفقودين من الكويتيين ورعايا الدول الثالثة والممتلكات الكويتية المفقودة بما فيها الأرشيف الوطني وحث جميع الاعضاء على العمل سويا من أجل استمرار وحدة المجلس وصولا إلى إغلاق تلك الملفات المتبقية.
إلا أنه لا مناص من تأكيدنا على أهمية هذه القضايا وحساسيتها ودورها في دعم وتعزيز وبناء الثقة بين الكويت والعراق وهنا نتطلع إلى المزيد من الجهد وإتباع نهجٍ جديد ومبتكر في التعامل مع تلك الالتزامات المستحقة لدولة الكويت لتحقيق النتائج المرجوة وخاصة تلك الإنسانية منها والمتصلة في مسألة المفقودين الكويتيين ورعايا البلدان الثالثة في إطار عمل اللجنة الثلاثية واللجنة الفنية المنبثقة عنها برئاسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر معربين في هذا الصدد عن ترحيبنا بالخطوات التي اتخذتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتي ساهمت في إيجاد عدد من الرفات كما ورد في البيان المشترك الصادر عن اللجنة الثلاثية الأسبوع الماضي ويحدونا الأمل بأن تعود الرفات البشرية التي تم العثور عليها في جنوب العراق إلى مواطنين كويتيين ونتطلع للمزيد من هذه الأنباء والتطورات الإيجابية الهامة لتحقيق تقدم ملموس على أرض الواقع لإنهاء معاناة ذوي المفقودين التي دامت أكثر من 28 عاما.
وفي هذا السياق فإننا نؤكد على أن دولة الكويت لم ولن تدخر جهدا في دعم المساعي المبذولة أملا في معرفة مصير المفقودين من الرعايا الكويتيين وغيرهم من رعايا البلدان الثالثة ولا يسعنا هنا إلا أن نقدر الجهود المبذولة من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر من خلال رئاستها للجنة الثلاثية واللجنة الفنية المنبثقة عنها في سعيهما لإنجاز مسئولياتها لإغلاق ملف هذه القضية الإنسانية على النحو المطلوب.
وهنا نود أن نشيد بالتوجه والرغبة الجادة لدى العراق الشقيق في الوفاء بكافة التزاماته الدولية المتبقية تجاه دولة الكويت مجددين في هذا السياق استعدادنا التام لتقديم الدعم والمساندة التي يحتاجها العراق من أجل التسريع بعملية تنفيذ الالتزامات المتبقية التي نصت عليها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وختاما فإن دولة الكويت مستمرة بالتعاون والعمل بنفس الروح الأخوية مع جمهورية العراق الشقيق وذلك انطلاقا من حرص البلدين الشقيقين على النأي بكل ما يعكر صفو هذه العلاقات والانطلاق نحو علاقات مبنية على أسس متينة معربين في هذا الصدد عن موقف الكويت الثابت في الوقوف إلى جانب العراق وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة في شتى المجالات حتى يتجاوز العراق التحديات التي تواجهه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
من جانبهم أعرب أعضاء مجلس الأمن عن تقديرهم العميق لما تبذله دولة الكويت من جهود خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن وإسهاماتها في دعم الجهود الدولية الرامية إلى إرساء قيم السلام حول العالم مشيدين بنشاطات دولة الكويت خلال رئاستها للمجلس للشهر الحالي وبمستوى التنسيق والتعاون القائم بين دولة الكويت وبقية الدول الأعضاء في مجلس الأمن نحو تحقيق أولويات العمل المشترك لحفظ وصون السلم والأمن الدوليين.
كما أقام الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مأدبة عشاء عمل رسمية بهذه المناسبة على شرف ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن وبحضور سفراء الدول الأعضاء.
تعليقات