#جريدة_الآن علي الحويل: التدخل العسكري في إيران.. التكاليف والمردود

زاوية الكتاب

كتب علي عبدالرحمن الحويل 752 مشاهدات 0


الأنباء

مع تسارع دق طبول الحرب الأميركية على إيران وارتفاع دويها، زارت وفود إيرانية رسمية دول الخليج تعرض عليها اتفاقية عدم اعتداء مشتركة معها! عرض ظاهره الاحترام والمودة، وحقيقة المراد منه وقف استخدام أميركا لقواعدها في هذه الدول وتحييدها عن المطالبة بتحرير الأحواز والجزر الإماراتية المحتلة، وأي مناصرة لمطالب تحرير مناطق واسعة في دول عربية تسيطر إيران على مقدراتها وقراراتها! إلا أن إيران ومع هدوء نذر الحرب النسبي في الأيام القليلة التي تلت تقديمها لعرضها سارعت بالتراجع عنه وأخذ قادتها يطلقون التهديدات معلنين أن حدود إيران الغربية هي سواحل البحر المتوسط مرورا بالأراضي غرب الخليج العربي في إشارة الى دول الخليج! هذا هو المنهج الإيراني في التعامل مع الخليج والعالم، مبني على الخداع والتحايل وشراء الوقت عند الأزمات ويستمد طبيعته المراوغة من نصوص الدستور الإيراني الغامضة والملتوية التي تجعل لإيران دورا خاصا في نصرة العقيدة والمظلومين!

بينما إيران في ارتباك وتردد بين استعجال الحرب ضد الولايات المتحدة أو انتظارها في هدوء، والرغبة في كسب الداخل أذنت لقواتها بتفجير أربع ناقلات نفط وإسقاط طائرة استطلاع أميركية DRONE، مما لا يدع أمامها مجالا واسعا للمناورة وقلّص من فرص انحياز أوروبا وروسيا لها، كما أن أميركا لم يعد بإمكانها التراجع عن قرار الحرب إلا في حال تنفيذ إيران الـ 12 شرطا في الاتفاقية النووية الجديدة التي تطالبها أميركا بتنفيذها عقب انسحابها من اتفاقية أوباما النووية في مايو 2019، ويرى الإيرانيون - وهم محقون في رؤيتهم - أن تنفيذهم لهذه الشروط هو بمنزلة انتحار للنظام على الصعيدين الداخلي والدولي وانضمامه إلى خاتمة كل من صدام حسين والقذافي، ما يجعل الحل الأكثر مواءمة له هو الزج بالبلاد في معركة خاسرة ضد الأميركان بالتصعيد المستمر ضد الولايات المتحدة وحلفائها واستعجال الضربة الأميركية التي ستضمن لهم تأييدا داخليا - وان كان مرحليا - فسيعيد للنظام بعضا من توازنه المفقود، خاصة انه يدرك أن هزيمته أمام أميركا لن تعد فشلا ذريعا له نظرا لحجم القوة الأميركية المفرط وسيكفيها إيقاع بعض الخسائر التلفزيونية وتأخير حدوث الهزيمة المحتوم ليعد داخليا وعند ميليشياتها الموالية نصرا إلهياً لها.

خليجيا وعربيا، فإن الحل العسكري أيا كانت تكاليف المساهمة المادية فيه واحتمالات تأني الأميركان في توقيته لاستيفاء مبرراته أمام العالم هو الحل المثالي لدول الخليج، وكلما عظم تدمير النظام الإيراني وآلته العسكرية زادت فرص استقرارها وتمكنت من التنمية الشاملة التي عطلتها طويلا الأطماع الإيرانية، وستؤدي الحرب إلى القضاء على التطرف المذهبي في المنطقة والعودة إلى عهود ما قبل الثورة التوسعية والسطوة البهلوية، أي إلى ديمومة أمان الخليج وأمنه وسيصاحبها تحرير الأحواز والجزر والدول العربية، ومن أجل هذا يهون كل غال ويصبح للتضحية مردود يبررها أيا كان ثمنها.

تعليقات

اكتب تعليقك