#جريدة_الآن زايد الزيد: الكويت عاصمة للحياد العربي والاقليمي ومناصرة القضايا العادلة في فلسطين وغيرها

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 960 مشاهدات 0


النهار

سجلت الكويت موقفاً مشرفاً جديداً يضاف إلى سجل مواقفها المشرّفة من القضية الفلسطينية، وذلك عبر رفضها الحكومي والشعبي القاطع المشاركة في أعمال ورشة المنامة الاقتصادية التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية بتخطيط من صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، وتهدف إلى التمهيد السياسي والاقتصادي لما يسمى بصفقة القرن تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية وإنهائها من الوجود.

مناخ الحريات السياسية النسبية في الكويت أدى إلى إظهار موجة الغضب الشعبي من تصرفات الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية ورفض أي محاولة تطبيعية معه، حيث أصدرت الكتل والتيارات السياسية بكل مشاربها وانتماءاتها إضافة إلى النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني بيانات تضغط على الحكومة وتطالبها بتوضيح موقفها من ورشة البحرين، كما أن مجلس الأمة أصدر بياناً دان فيه تصفية القضية الفلسطينية وشجب صفقة القرن.

الموقف الحكومي لم يكن ببعيد عن الموقف الشعبي، فالحكومة قالت بأنها لن تشارك في ورشة البحرين، وستستمر في نصرتها للقضية الفلسطينية والتأكيد على الحلول العادلة التي تخدم الفلسطينيين وحدهم دون غيرهم، كما طالبت الولايات المتحدة الأميركية والقوى العظمى بالسعي لإيجاد حل عادل للفلسطينيين في قضيتهم المأساوية.

وينطلق الموقف الحكومي الكويتي تجاه فلسطين من قواعد سياسية ثابتة في السياسة الخارجية الكويتية وهي «لا سلام ولا صلح مع الكيان الصهيوني في ظل اغتصابه لأراضي الفلسطينيين وتعديه على المقدسات» و«أهل كل بلد أدرى بحال بلدانهم»، وما دام الفلسطينيون قد قاطعوا بكل انتماءاتهم السياسية ورشة البحرين، فليس من حقنا أو حق أي أحد أن يقرر عنهم أي قرار بما يخص قضيتهم.

هذه القواعد الراسخة في السياسة الكويتية الخارجية التي أرساها أمراء الكويت السابقين، وسمو الأمير منذ عهد توليه وزارة الخارجية، أدت إلى اكتساب البلاد احترام جميع الفرقاء السياسيين في العالم العربي، بل واللجوء للكويت حين حدوث أي مشكلة إقليمية كما حدث في الأزمة الخليجية، والأهم من ذلك كسب احترام القوى العظمى وجعل الكويت عاصمة للحياد العربي والاقليمي ومناصرة القضايا العادلة في فلسطين وغيرها.

ولم يقتصر الموقف الكويتي من نصرة القضية الفلسطينية على الشجب والندب وإصدار البيانات والتنديدات، بل امتد إلى الأدوار التاريخية التي لعبتها الكويت خلال عضويتها الحالية والمؤقتة في مجلس الأمن من خلال الترتيب لإصدار قرارات تدين التوغل الصهيوني في الاستيطان وتعترض على اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالقدس كعاصمة مزعومة للكيان الصهيوني.

تعليقات

اكتب تعليقك