#جريدة_الآن زايد الزيد: نجاح كويتي كبير في مجلس الأمن.. أكسب البلاد زخماً عربياً وعالمياً كدولة تنتصر للقضايا العادلة وللشعوب المنسية

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 954 مشاهدات 0


النهار

شارفت فترة عضوية الكويت غير الدائمة في مجلس الأمن على الانتهاء وذلك بانتخاب الأمم المتحدة لأعضاء غير دائمين جدد بتمثيل عربي عبر دولة تونس التي حازت 191 صوتاً من أصل 193 لتكون ممثلة العرب بعد الكويت.
وبعد عامين من العمل الدبلوماسي الدؤوب في أروقة الأمم المتحدة وترؤس مجلس الأمن مرتين خلال العضوية الحالية استطاعت البعثة الدبلوماسية الكويتية تقديم عمل مشرّف أدى إلى اكتساب الكويت المزيد من السمعة الخارجية الحسنة التي أكسبت البلاد نفوذاً سياسياً جديداً حول العالم.
واستطاعت الكويت تفعيل أهدافها التي جاءت إلى مجلس الأمن من أجلها وهي نصرة القضايا العربية والإنسانية ومنع النزاعات العربية العربية والسعي لترسيخ سياسة المفاوضات بين دول العالم العربي.
وبالفعل حاربت الكويت بشدة من أجل القضية الفلسطينية داخل مجلس الأمن حيث حشدت الأصوات لرفض قرار نقل السفارة الأميركية للقدس واعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسيطرة الإسرائيليين على الجولان المحتل كما رفضت المحاولات الأميركية الحثيثة لتمرير صفقة القرن التي تهضم حقوق الشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد العربي سعت الكويت للوساطة داخل مجلس الأمن في حرب اليمن لإنهاء المعاناة الإنسانية هناك كما أنها سعت لحلول سياسية في سورية وفي بقية أماكن الصراع العربية.
الجميل في عضوية الكويت داخل مجلس الأمن أنها لم تنتصر للحكومات وللقضايا السياسية الكبرى بل التفتت حتى للمدن المحاصرة التي تتعرض لوابل القصف حينما دعت لوقف القصف الذي تنفذه روسيا على مدينة إدلب السورية كما قامت بحشد الرأي العالمي العام لنصرة قضية مسلمي الروهينغا الذي يسامون أشد أنواع العذاب على يد الميليشيات البورمية المدعومة من الجماعات البوذية المتشددة.
وبالمجمل فإن عضوية الكويت في مجلس الأمن كانت ناجحة جدًا وحازت تأييد الرأي العام في العالم العربي بل إنها أكسبت الكويت زخماً عربياً وعالمياً كدولة تنتصر للقضايا العادلة وللشعوب المنسية التي ليس لها نصير، وأضحت السياسة الكويتية الخارجية قوة ناعمة يُضرب بها المثل في الوطن العربي من سواحل المغرب العربي حتى سواحل الخليج دون أن نضطر لدفع دولار واحد لوسائل إعلام عالمية أو جماعات ضغط أو لوبيات سياسية لتجميل صورة بلادنا.
بل إن الدول التي تعيش مع العالم حالة توتر وشد وجذب اليوم مثل إيران مازالت تثني على حكمة السياسة الكويتية الخارجية وحسن تعاملها مع الأمور رغم وجود الكثير من الاختلافات الجوهرية في الرؤيتين لأحداث المنطقة.
ختاماً، إن الأمل يحدونا إلى أن يتحول تأثير هذه السياسة الخارجية الناجحة التي يضرب بها المثل إلى السياسة الداخلية بدلاً من حالة الجمود السياسي والتوهان التي يعانيها مجلس الأمة مع الحكومة حتى نصل إلى بر الأمان والاستقرار بما يخدم الوطن والمواطنين.

تعليقات

اكتب تعليقك