#جريدة_الآن وزير الخارجية يترأس جلسة مجلس الأمن الدولي بالأمم المتحدة
محليات وبرلمانيونيو 12, 2019, 8:42 م 804 مشاهدات 0
ترأس الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية جلسة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة التي عقدت صباح اليوم الأربعاء وتأتي في إطار رئاسة الكويت لأعمال مجلس الأمن للشهر الحالي تحت بند (حفظ السلم والأمن الدوليين) لمناقشة مسألة منع نشوب النزاعات والوساطة.
واستمع مجلس الأمن خلال هذه الجلسة إلى إحاطات قدمها كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيسة أيرلندا السابقة ورئيسة مجموعة الحكماء ماري رونسون والأمين العام الثامن للأمم المتحدة ونائب رئيس مجموعة الحكماء بان كي مون.
وقدمت الكويت خلال أعمال الجلسة ورقة مفاهيمية في هذا الإطار أبرزت خلالها الأهمية الحتمية لهذه المقاصد التي تعتبرها الكويت ركائز أساسية لسياستها الخارجية.
وكان الشيخ صباح الخالد ألقى كلمة خلال أعمال الجلسة جاء نصها على النحو التالي: "بسم الله الرحمن الرحيم ،،، أصحاب المعالي والسعادة ،،، أتقدم في البداية بالشكر إلى معالي أمين عام الأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش على إحاطته القيمة وأؤكد لكم يا معالي الأمين العام بأن دولة الكويت تدعمكم بشكل كامل في جهودكم الهادفة لتحسين آليات الأمم المتحدة وتعزيز فعاليتها للحد من المخاطر والتهديدات التي تواجه عالمنا اليوم وخاصة عبر رؤاكم لإيجاد "طفرة في الدبلوماسية" وتعزيز تدابير منع نشوب النزاعات والوساطة وذلك ضمن إصلاحاتكم لركيزتي السلم والأمن لتكونا أكثر اتساقا وشمولا.
كما لا يفوتني تقديم الشكر إلى مجموعة الحكماء (Elders The) على تواجدهم معنا اليوم فلن نجد أجدر منهم للاستفادة من حكمتهم وخبرتهم المكتسبة عبر عقود من الزمن من خلال عملهم الدؤوب في مواقع صنع القرار المختلفة بهدف تحسين حياة الملايين من البشر في شتى بقاع العالم فبينهم مناصرة لحقوق المرأة وحقوق الإنسان ورئيسة سابقة لبلادها وأمين عام سابق للأمم المتحدة نجح في وضع أهداف التنمية المستدامة حتى عام 2030 واتفاق باريس لتغير المناخ وقائد استطاع أن يصنع السلام وينهي خمسون عاما من النزاع في بلاده وحاز على جائزة نوبل للسلام.
أرحب بكم جميعا معالي السيدة ماري روبنسون ومعالي السيد بان كي مون ومعالي السيد خوان مانويل سانتوس وأتقدم بالشكر للسيدة ماري روبنسون والسيد بان كي مون على إحاطتهما القيمة والنيرة حول موضوع مناقشتنا اليوم.
أصحاب المعالي والسعادة ،،، يجدر بنا أن نستهل اجتماعنا لهذا اليوم حول (منع نشوب النزاعات والوساطة) تحت بند (صيانة السلم والأمن الدوليين) بإقتباس الفقرة الأولى من المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة والتي حددت مقاصد الأمم المتحدة على النحو التالي: "حفظ السلم والأمن الدولي وتحقيقا لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم ولإزالتها وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم وتتذرع بالوسائل السلمية وفقا لمبادئ العدل والقانون الدولي لحل المنازعات الدولية التي قد تؤدي إلى الإخلال بالسلم أو لتسويتها".
إن دعوة دولة الكويت لعقد هذه الجلسة اليوم تتيح لنا الفرصة لتقييم دور مجلس الأمن في منع نشوب النزاعات والوساطة والنظر في كيفية تعزيز هذا الدور من قبل المجلس بغرض معالجة الأزمات الأمنية والسياسية والإنسانية في مراحلها الأولية قبل أن تتعقد وتتفاقم إلى أن تصبح تهديدا للسلم والأمن الدولي.
إن الوتيرة المتصاعدة للأزمات التي تعصف بعالمنا في السنوات الأخيرة باتت أكثر تعقيدا وتشابكا مما كانت عليه في السابق. والأمر المؤكد أنه كان بالإمكان معالجة بعضها ومنع تفاقمها من الأساس لو تم استخدام الوسائل المتاحة للمجلس بشكل فعال.
إننا نجد في ميثاق الأمم المتحدة العديد من الأدوات التي تشجع على حل النزاعات عبر الطرق السلمية وتحديدا الفصل السادس من الميثاق الذي وضع الخطوات لحل أي خلاف بين أطراف متنازعة عبر "المفاوضات والتحقيق والوساطة والتوفيق والتحكيم والتسوية القضائية أو باللجوء إلى الوكالات والتنظيمات الإقليمية أو غيرها من الوسائل السلمية التي يقع عليها اختيارها".
كما أكد الميثاق في فصله السادس على أهمية اضطلاع مجلس الأمن بدور وقائي حيث أعطى المجلس الأحقية بدعوة أطراف النزاع لتسوية ما بينهم عبر الطرق المذكورة للتو و"أن يفحص أي نزاع أو أي موقف قد يؤدي إلى احتكاك دولي أو قد يثير نزاعا لكي يقرر ما إذا كان استمرار هذا النزاع أو الموقف من شأنه أن يعرض للخطر حفظ السلم والأمن الدولي".
وفي فصله الثامن شجع على الحل السلمي للنزاعات المحلية عبر الترتيبات مع المنظمات الإقليمية وذلك لما تمتلكه هذه المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية من معرفة تاريخية وقرب جغرافي لهذه النزاعات المحلية. وفي هذا الصدد لابد أن أشيد بالتعاون الهام الذي يجمع مجلس الأمن مع الاتحاد الأفريقي في معالجة عدد من قضايا القارة الأفريقية. وسعيا منا أن يكون هناك نموذج مماثل للتعاون القائم ما بين مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي ستعقد دولة الكويت جلسة يوم غد حول التعاون ما بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية ونؤمن بأن عقدها يأتي في وقت محوري نظرا لما تشهده عدد من دولنا العربية من اضطرابات وعدم استقرار.
تعليقات