#جريدة_الآن يوسف عبدالرحمن: وصايا لعلاج النسيان!

زاوية الكتاب

كتب يوسف عبد الرحمن 573 مشاهدات 0


الأنباء

استطاع فضيلة الشيخ بدر بن محمد بن طامي العتيبي أن يأخذني في العيد بصحبته في كتيبه «عشر وصايا لقوة الحفظ وعلاج النسيان لطلاب العلم».

ما أحوجنا اليوم الى النصيحة والتواصي بالحق، خاصة بين طلاب العلم وهم- والله قلة- بعد أن ضاع شبابنا بالملهيات وذهب جيل شحذ الهمم لمزيد من العلم ونجح واغتنم وقته فأفاد واستفاد، وبقي اليوم من الشباب قلة هم من استطاع أن يسبر أغوار علم من العلوم أو تخصص وهو بحاجة الى جهد ونصيحة رفاق دربه، فمنهم العون حتى لا يقع فريسة للإحباط والنسيان.

نشطت المساجد في رمضان واتضحت فيها تحركات طلبة العلم وهم (فئة غالية) نرجو من كل أب وأم أن يكون لديهم طالب للعلم!

راح زمن كان يعتمد فيه طالب العلم على ذاكرته وما يحفظه في صدره من الكتب والمراجع، وتدعم اليوم (قوقل) طالب العلم بما يتوفر من معلومات موثقة، فظهرت السطحية في طلاب العلم بعكس طلاب زمان، يوم كانوا يحفظون ألفية ابن مالك والقرآن والأحاديث الشريفة!

ما أعجبني بالشيخ بدر العتيبي (أطال الله في عمره وعلمه) أنه كتب رسالة تعالج نسيان العلم.

قال عبدالرزاق الصنعاني: علم لا يدخل مع صاحبه الحمام فلا تعده علما!

لهذا أنشدوا في ذلك:

وليس بعلم ما حوى القمطر

ما العلم إلا ما حواه الصدر

فذاك فيه شــرف وفـخر

وزيـــنــة جـلـــيـلـة وقـدر

إذن الحفظ شرف في ميدان العلم إذا كان على توحيد وكتاب وسنّة، والحفظ المجرد من الفهم لا يوازي قوة الفهم والإدراك وحسن التأمل في النصوص وفقهها ولو قل الحفظ!

ومضة: أوصى الشيخ بدر العتيبي بوصايا وهي:

- مداومة ذكر الله تعالى وتكراره.

- البعد عن المعاصي.

- العمل بما تعلّم.

- تدريب العقل وتنشيط الذاكرة.

- المذاكرة.

- التحديث بالمحفوظ.

- ربط المحفوظ بما سبق حفظه.

- أكمل ما يعين على قوة الحفظ.

- تنظيم الوقت وحياته المعيشية.

آخر الكلام: من أعظم مقويات الحفظ عزيزي (طالب العلم) معرفة قدرتك ومقارنتها بما هو عند غيرك وما استطاعه غيرك فهو غير مستحيل عليك، وعليك أن تنظر في سير الحفاظ كي تتقد الهمة بقوة حفظك وتذكر قول الشاعر:

لا تقل قد ذهبت أربابه

كل من سار على الدرب وصل

زبدة الحچي: لا شك أن عارض النسيان من الأوصاف البشرية التي جبل الله الخلق عليها، وكل يتفاوت بحسب ما قسم الله له من هبات، فقوة الحفظ ملكة تتنامى في الإنسان ومع الناس من تلين معه ومنهم من تعصى عليه، فلا ينال منها إلا القليل لهذا قال الله تعالى في محكم التنزيل: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) البقرة 286.

ولهذا جاء في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه».

شيخنا بدر العتيبي.. جزاك الله خيرا.. روشتة نافعة لطلاب العلم.. ولنا جميعا.. في أمان الله.

تعليقات

اكتب تعليقك