#جريدة_الآن تركي العازمي : حكومة السوشل ميديا مطلوب منها التصدي لما يطرح في شبكات التواصل الاجتماعي
زاوية الكتابقرر مجلس الوزراء في شهر ديسمبر 2018 - قبل ستة أشهر - اختيار وكيل وزارة الإعلام طارق المزرم للعمل رئيسا لمركز التواصل الحكومي في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، إضافة إلى أن المزرم سيكون ناطقاً رسمياً باسم الحكومة.
طارق المزرم، بو فواز، متميز دمث الخلق يعمل بصمت، وإنني على ثقة بأنه أهل لها وأتمنى أن أراه في القريب العاجل وهو يطل علينا عبر السوشل ميديا بين فترة وأخرى.
ولوحظ في الآونة الأخيرة تزايد خدمات بعض الجهات الحكومية الإلكترونية، وهو توجه محمود انتظرناه كثيراً ومنها خدمات التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخدمة الواتس آب.
ماذا نقصد بحكومة السوشل ميديا؟
أولاً... يعلم الجميع بأن السوشل ميديا أصبحت أشبه بركن المتحدثين في حديقة الهايد بارك في لندن، مع فارق التشبيه كون ثقافتنا هنا في الكويت تختلف.
فلماذا لا نركز على ما يناسب احتياجاتنا المحلية؟
مساحة السوشل ميديا مفتوحة للجميع ولا تقتصر على أحد... ويبقى تمييز الغث من السمين حسب ما يعرض من رسائل مكتوبة أو مقاطع فيديو أو خلافه من الرسائل التي يوجهها منتقدو الأداء الحكومي، أشبه برأي الجمهور بالأداء الحكومي.
المنتقد لأداء الحكومة لا يعني أنه معارض حسب محدودية فهم البعض هداهم الله.
النقد المباح حسب ما أراه هو من المنظور الإستراتيجي، أشبه بعامل القياس والتقييم للأداء وهو يستخدم في الدول المتحضرة، كأداة فعالة لتصحيح بعض الأخطاء عبر قرارات تؤخذ في حينها.
كنت أتمنى أن أرى عدادات الكهرباء قد أصبحت إلكترونية، وصفائح خلايا الطاقة الشمسية قد غطت أسطح المباني؟
كنت أتمنى أن تؤخذ القرارات التصحيحية بشكل عاجل لرفع مستوى جودة التعليم٬ والارتقاء بالخدمات الصحية والطرق، وكثير من الخدمات وتوفير الأمن الغذائي وحماية المستهلك... إنها الاحتياجات الرئيسية التي يبحث عن توافرها المواطن.
الثقافة الكويتية مطلوب تقييمها على الفور!
من نحن؟ ماذا نريد أن نكون؟
وكيف نصل إلى ما نريد؟
ومن سيقوم بتحديد الأهداف وتنفيذها؟
هذه الرسالة حسب ما نصت عليه أولى مراحل التخطيط الإستراتيجي؟
وأعتقد أن السوشل ميديا بمثابة مسح ميداني لما يطلق عليه البيئة الداخلية والخارجية... ففي المقابل هل يوجد فريق عمل لتقييم ما يطرح؟
الزبدة:
السؤال الأخير هذا نرفعه إلى الأخ العزيز طارق المزرم والقائمين على صياغة خطة الكويت الإستراتيجية؟
لا أعني هنا ما أراه من رؤية وتخطيط لا يتعدى مصطلح «إدارة المشاريع»٬ أعني نظرة شمولية لا يستوعب جوانبها سوى المثقفين من أهل الاختصاص والملمين بالفكر الإستراتيجي؟
فلماذا نحن في ذيل القائمة في كثير من المؤشرات؟
ولماذا لا تواجه حكومة السوشل ميديا ما يعرض في مواقع التواصل الاجتماعي، لإعادة صياغة الخطة الإستراتيجية؟
من يثبت تقصيره في مجال التعليم٬ الصحة٬ الطرق والخدمات الأخرى مطلوب إزاحته واستبداله بقياديين على دراية كاملة بما هو المطلوب - حسب ما يعرض من نقد مباح - والسبل المتاحة لتحقيقه.
حكومة السوشل ميديا تحتاج دعماً من الحكومة الإلكترونية... وهذا يتطلب فهم معادلة الرضا الاجتماعي - جمهور متلقي الخدمات - من الأداء الحكومي وفق قاعدة كوتلر ( The father of marketing)، التي تتحقق عندما تتساوى التوقعات مع الانطباعات.
وأعتقد أن البداية تكون في فهم الحاجة الملحة لتقديم الأخيار من الكفاءات٬ ومن ثم منحهم المساحة الكافية لاتخاذ القرارات التصحيحة ودعمهم في هذا الاتجاه.
ثقافتنا تحتاج إلى تغيير فوري إن كنا نريد الإصلاح.
اختلاف البعض من أهل الاختصاص مع بعض المسؤولين عن أداء مؤسساتنا، لا يعني أنهم معارضة، حسب ما يتناقله البعض بنقد سطحي في بعض الأحيان، يصاحبه تهكم غير مسبوق.
قدموا الأخيار وتابعوا ما يعرض وإن شاء الله سيتحسن مستوى الأداء... الله المستعان.
تعليقات