#جريدة_الآن صلاح الساير: مجتمعاتنا العربية مجتمعات لينة يسهل تشكيلها وتحريك أو تغيير مساراتها
زاوية الكتابكتب صلاح الساير يونيو 6, 2019, 11:06 م 766 مشاهدات 0
الانباء
من يرصد التحولات العميقة والسريعة التي حدثت لمجتمعاتنا العربية منذ بروز تيار الإسلام السياسي، وبعض عناوينه «الأفغان، خميني، جهيمان، الصحوة» يدرك أنها مجتمعات لينة، يسهل تشكيلها، وتحريك أو تغيير مساراتها.
والجميع يتذكر كيف انتقلت الذائقة العامة والذهنية الجمعية من موقف متحرر، منفتح على الآخر، إلى موقف مناقض، منغلق ومتزمت، يظهر فيها الآباء والأمهات اكثر انفتاحا من الأجيال الحديثة التي تنكرت للمسيرة المنفتحة وأقبلت بحماس شديد وسرعة فائقة على الضفاف المعتمة تنهل من أفكارها الخرمسية وممارساتها غير العصرية والكارهة للحياة.
***
في الذاكرة العربية صفحات تستدعي التأمل.
فبعد ان كسد سوق الغوص نزع الرجل الخليجي زيه الوطني وارتدى زي الكفار (البنطلون) وانخرط في صفوف العمال في شركات النفط.
وكذلك فعل الناس في مجتمعات عربية اخرى حين غير الرجال «الجلابية والشروال» وتخلصت النسوة من البرقع حالما خضعت بلادهم للانتدابات الأوروبية (الاستعمار).
بيد انه مع طلوع شمس «الإسلام السياسي» سارع الأبناء والبنات لتبديل ملابسهم لتتناسب وأزياء الصحوة.
وقد حدث ذلك بسرعة لافتة حيث الذهنية الجمعية المطواعة تجعل من التغيير في مجتمعاتنا أمرا سهلا. وأشير، على سبيل المثال، إلى سرعة تقبل المجتمع السعودي قيادة المرأة للسيارة.
***
أخلص إلى القول إن الحكومات العربية وفق هذه المعطيات لديها فرصة عظيمة لتحديث هذه المجتمعات المتهالكة ثقافيا.
فالذي حول الشباب الواعد الصاعد المحب للحياة إلى مجاهدين يمارسون الكراهية ويصنعون الموت (في فترة زمنية وجيزة) يمكنه ان يعيد الحياة اليهم حين يعيد إلى المدارس اللوحة التشكيلية ودروس الرسم والتمثيل وتعلم العزف الموسيقي وحين يسعى إلى تطهير المناهج من كل ما يتعارض مع المعرفة.
ويمكن القول إن الحياة العصرية التي دبت بسرعة في مجتمعاتنا في مطلع القرن العشرين تشي بجودة هذه المجتمعات ورغبتها بالحياة.. فالسكك الحديدية هي التي تحدد اتجاه القطارات.
تعليقات