#جريدة_الآن صلاح الساير: حكايات مجنونة عن الحرب الأفغانية السوفيتية لا يصدقها عاقل دوت بها المساجد ونشرتها الكتب

زاوية الكتاب

كتب صلاح الساير 831 مشاهدات 0


ينتصب الداعية فوق المنبر ويشرع بخطبته العصماء التي يشير فيها إلى كرامات المجاهدين في حرب أفغانستان ضد قوات الاحتلال السوفييتية، ويذكر ان الملائكة (بهيئة خيول) يحملون المجاهدين في جبهات القتال. أما الطيور فتحلق بينهم وبين الطائرات المعادية لحمايتهم. وحين يتعرضون لإطلاق الرصاص من جهة (الكفار) تتمزق ثيابهم أما أجسادهم فلا يمسها سوء. وإن سقط منهم قتيل لا تتعفن جثته، بل تنبعث منها رائحة طيبة، وتستمر لحاهم بالنمو، وبعضهم يرد التحية ويصافح الأحياء قبل أن يعود للموت!

***

حكايات مجنونة كثيرة لا يصدقها عاقل دوت بها المساجد، وطوتها المطابع، ونشرتها الكتب، وصاحت بها الإذاعات والتلفازات العربية سنوات طويلة. وعن مشروعية هذا الغش الواضح والكذب الصراح يقول أحد الدعاة انه كان يشك بصدقية هذه الروايات غير المعقولة، لكن الذي كان يخفف عليه ثقل الكذبة انه كان ينقل الرواية من مصدر ثقة هو د.عبدالله عزام (المجاهد) الفلسطيني والأب الروحي لأسامة بن لادن! وربما ادرج البعض كذبته في خانة (الخدعة) بذريعة أن الإسلام في حرب مع الكفار، والحرب خدعة!

***

كذب فادح أقرب إلى الهلوسات، لا يقوله عاقل، ولا يصدقه عاقل. بيد ان الذين صدقوه في مجتمعاتنا العربية يبلغون الملايين. أما الذين رددوه على مسامعنا فقد أصبحوا نجوما يشار إليهم بالبنان، يقبل الناس على كتبهم ومشاهدة برامجهم. والغريب أن بعض المصدقين يعملون في مجالات علمية درسوا العلوم التجريبية مثل الطب والهندسة وسوى ذلك. لكنهم يصدقون أن الفلاح الأفغاني الفقير البائس يملك «كرامات» تمكنه من مواجهة طائرة حربية مذخرة بالصواريخ الساحقة الماحقة فيطلق عليها الدعاء لتخر إلى الأرض. أما الحقيقة فإن الفلاح المسكين كان يحمل على كتفه صاروخا أميركيا يدعى.. ستينغر.

تعليقات

اكتب تعليقك