التوكل على الله
منوعاتيجلب المنافع ويدفع الأضرار
مايو 29, 2009, منتصف الليل 1606 مشاهدات 0
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 'لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً و تروح بطاناً ' رواه أحمد و الترمذي, وتعريف التوكل هو 'الاعتماد المطلق على الله تعالى في جميع الأمور من جلب المنافع ودفع المضار' ان من أعظم الأمور التي يجب ألا يتهاون بها المسلم هي التوكل على الله ولو كان توكله حقا لرزقه الله كما ذكر النبي في الحديث عن الطير أي يذهب جوعا وتعود شبعا من رزق الله لأسباب التوكل على الله، ينبغي للناس أن يتوكلوا على الله عزوجل مع الأخذ بالأسباب الشرعية والأمور المؤدية إلى التوكل، كما أن التوكل على الله لا ينافي الأخذ بالأسباب، بل أن أخذها من صدق التوكل، وصحة الفعل وسلامة المعتقد وقوة اليقين والصدح بالحق، أن لا يرمي نفسه في النار فيقول أنا متوكل على الله فلا احترق، الأمور لا تأخذ هكذا، فالتوكل كما قال ابن القيم بن الجوزية 'نصف الدين، والنصف الثاني الإنابة' فإن الدين استعانة وعبادة، والتوكل هو الاستعانة والإنابة هي العبادة.
والتوكل خالص لله سبحانه وتعالى فلا يصرف لأحد غيره سبحانه وتعالى فالتوكل عليه سبحانه في طلب الرزق والشفاء وجميع الأمور، والتوكل على الله هو الاعتقاد الأكيد بأن الله هو الرازق والمعطي والمهين وهو على كل شيء قدير، وقال الله تعالى في كتابه العزيز ((وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً)) (الأحزاب: من الآية48).
التوكل على الله ينقسم إلى أربعة أقسام، القسم الأول هو التوكل على الله في جميع الأمور من جلب المنافع ودفع المضار وطلب الشفاء من الله عزوجل وهذا القسم من شروط الإيمان، أما القسم الثاني فهو التوكل على المخلوقين بجلب الرزق وإنزال الأمطار وأمور لا يقدرها عليها سوى الله فهذا يدخلنا في الشرك الأكبر والعياذ بالله، أما القسم الثالث فهو توكل على المخلوقين كالأمراء والسلاطين والملوك فيما أقدرهم الله من دفع الأذى ونحوه وهذا شرك أصغر ينافي كمال التوحيد وينقص درجته، أما الرابع والأخير فهو توكيل إنسان للقيام ببعض المعاملات نيابة عنك ، من بيع و شراء و نحو ذلك ، فهذا أمر جائز ، ولكن الأولى أن لا تقول : توكلت على فلان ، و إنما وكلت فلاناً في قضاء حاجتي كذا وكذا؛ لأن المسلم يظل في جميع الأمور، معتمداً على الله وحده متوكلاً عليه سبحانه.
وختاما إننا بحاجة إلى العناية بهذا الأصل العظيم ، و هذه العبادة المهملة وهي'التوكل' على الله تعالى - فالتوكل عليه سبحانه ، كفيل بتصحيح أوضاعنا ، وانتشالنا من تخلفنا وجمودنا، وتحقيق النصر على أعدائنا و خصومنا فالله تعالى يقول ((وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه)) (الطلاق: 3).
تعليقات