الوشيحي: حدس رضيعة الحكومة والخميس ينتقد وكلاء الديمقراطية

زاوية الكتاب

كتب 462 مشاهدات 0


آمال / آه يا الأسمر يا زين الحركة الدستورية الإسلامية «حدس» تعتبر محرما للحكومة بعدما رضعت منها بدل الخمس رضعات خمسمئة وخمساً وخمسين رضعة، وستواصل الرضاعة بإذن الله. صحة على قليبها! وسواء تغيرت الحكومة أم لم تتغير، حدس سترضع يعني سترضع، وأي ثدي موجود في الطريق سترضعه، لذلك فليحرص كل منا على ثديه، وكما نعرف «الثدي السايب يعلّم الرضاعة»، وقد أعذر من أنذر. يعني غدا لن نقبل من أي كان أن يتحجج بأنه ترك ثديه في السيارة ونزل ليشتري بعض الأغراض من البقالة وعاد ولم يجد ثديه. إذا نزلت للبقالة فخذ ثديك معك، لأن المعركة المقبلة معركة أثداء، وهناك كتيبات متوافرة في الأسواق بعنوان «كيف تعرف بأنك مرضوع في خمس دقائق». إذا شعرت بألم بسيط في ثديك والتفتّ فوجدت الرضيع ينظر لك بإحدى عينيه ويبتسم وهو يرضع بصمت فاعرف بأنك في رحاب «حدس»، أما إذا كان الرضيع دفشاً فاعرف بأنك في إقليم المستقلين. وأشهر نظرية فيزيائية تقول: «المواد تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة»، لكننا اكتشفنا بأن «مادة حدس تتمدد بالحرارة وبالبرودة ولا تتأثر بالطقس»! ولو تابعنا مواقف حدس وتصريحاتها بخصوص استجواب وزير النفط علي الجراح فسنهلوس وسنهيم على وجوهنا في الشوارع نكلم أنفسنا: «حدس مع الوزير، لا... ضده»، «حدس، ضد الوزير، لا... معه». ورغم وضوح أهداف الوزير ومخططاته التي قرأناها على الصفحة الأولى لجريدة «الراي» أمس، وأذهلتنا محاولته التدخل للتأثير على سير قضية ناقلات النفط ودفعها في اتجاه معين، إلا أننا لا نضمن مواقف حدس... وعن نفسي، أنا لا أشتري سمكا في ماء، وسأنتظر إلى حين انتهاء المفاوضات الحالية بين حدس والحكومة، فإن اختلفتا فبين البائع والشاري يفتح الله، وستنضم لنا، أما إن اتفقتا فعلى بركة الله رحنا فيها، وسنحتفل حينها ونغني مع حدس التي لم يصدف أن سمعتها تغني «وطني الكويت»، لكنني سمعتها مرارا تغني: «ذاك صرحٌ شامخٌ، كلّ ما فيه حَسَن / لا تسلني مَن بناهُ، إنه (البنّا حسن)». وبما أن حديثنا عن الأغاني فعسى ألاّ نُفاجأ بنائب كنا نعوّل عليه الكثير، يدافع عن الوزير علي الجراح في جلسة الاستجواب، ويغنّي: «يا منى الروح والعين، الشوق أمرني، والشيخ أمرني، والشيك أمرني أطيعه وأنسى خلاني»، فيردد الكورال أو المستقلون خلفه: «آه يا الاسمر يا زين». وكلاء الديموقراطية في الكويت! صباح الخير ايتها الحرية. صباح الخير ايتها الطاهرة النقية... ايتها الشامخة التقية. صباح الخير يا سيدتي ومليكتي ونعيمي وهنائي وهوائي الذي يريدون ان يحرموني منه!! صباح الاسى والالم والحزن والقهر على ما وصلت اليه في وطني الحبيب... صباح انعدام الحقيقة، حين تتلبسنا غشاوة التشكيك بالنوايا، وتزييف الحقائق. كان وطني مسرحا كبيرا للحرية، كانت الكويت ارضا خصبة لها، وكان كل المضطهدين والمقهورين والباحثين عن الامن والامان يلجأون اليها بحثا عن نعيمها، وسعيا إلى بلد يعلمون انهم به سيحققون انسانيتهم، وسيتمكنون من التعبير عن ارائهم بكل حرية وديموقراطية. كانت الحرية دافعا فطريا نبع من داخلنا وتفجر من رغباتنا وانطلق من انسجة كياننا، ومن خلايا تكويننا البشري، عرفناها من دون ان نتعلمها ومارسناها من دون ان نقرأها، وآمنا بها من دون ان يرشدنا اليها احد... استخرجناها من داخلنا برغبتنا وإرادتنا وتصميمنا، وجدناها تنمو داخل اعماق اعماقنا... اكتشفناها بأنفسنا من داخل انفسنا، ولم نتلقفها من ألسنة الغرب أو الشرق، بل كانت نابعة من صميم وجداننا، ووجدناها عالقة بألسنتنا، وتفهمها آذاننا، وتطمئن اليها قلوبنا. مارسها آجدادنا عام 1921 عندما تم تشكيل اول مجلس استشاري، في عهد الشيخ احمد الجابر ليعينه على شؤون الحكم. وعرفناها عام 1938 في اول مجلس نيابي منتخب. وإن كانت التجربتان لم تستمرا، وصاحبهما بعض القلق والتوتر، لكنهما كانتا شرارة لانطلاق الديموقراطية التي أتت ثمارها بعد الاستقلال عام 1961 بوضع الدستور، وانطلاق مسيرة الديموقراطية التي ورغم بعض عثراتها الا انها كانت ناجحة ومميزة، وكنا نفخر ونتباهى بها. وحين غابت شمس الحرية عن بعض الدول العربية في أواسط الخمسينات من القرن الماضي اشرقت في وطني، فاستقطبت برحيقها ونعيمها المئات من الباحثين عن نورها والساعين إلى نعيمها، وقد تمثل فيهم قول المفكر المصري مصطفى لطفي المنفلوطي «ان الحرية شمس يجب ان تشرق في كل نفس، ومن عاش محروما منها فقد عاش في ظلام حالك». هذه الحرية اشرقت معها في الخمسينات وقبلها قليلا، العديد من الحركات السياسية بألوان واشكال مختلفة (الاخوان المسلمين، القوميين العرب، البعثيين، الناصريين... وغيرهم) والتي نمت وترعرعت على ارض وطني، وكانت الكويت ارضا خصبة لها كي تنمو وتترعرع، لتصبح اليوم قوة كبيرة، ولها اتباع كثيرون. ان الحرية في وطني ليست مستحدثة أو مكتشفة حديثا... انها عقيدة راسخة ولدت وكبرت معنا، وصرنا غير قادرين على العيش دونها. نحن شعب من الاحرار لا يمكن ان نقبل بالقيود والاغلال. وحتى بعض العثرات التي اعترضت مسيرة الديموقراطية والحرية في وطني استطعنا ان نتجاوزها، وانتصرت الحرية دائما على كل محاولات التعطيل والتعليق والحل، وكانت دائما تعود اقوى مما كانت بارادة الشعب ورغبته. لكنها وكأنها اصبحت عبئا لدى البعض الذين صاروا يضايقونها أو يتضايقون منها أو يضايقوننا بها! يضايقونها بالاحتكار، أفلا تجدون ان البعض اصبح وكيلا للحرية، ومنح نفسه فقط الحق بالانتقاد والتهجم، لكنهم أبدا لا يقبلون بأن ينتقدوا أو تتم مخالفة ارائهم... منهم بالطبع نواب وكتاب وصحافيون يمارسون الحرية من منابرهم، ولا يسمحون لغيرهم بلعب الدور ذاته، يقبلون ان يكونوا مهاجمين، ولا يقبلون بالهجوم عليهم! هؤلاء لا يعرفون من الحرية الا اسمها، ولا يفقهون في الديموقراطية سوى رسمها! وكلاء الديموقراطية هؤلاء، نوابا وكتابا وزعماء سياسيين وصحافيين، لا يقبلون لغيرهم بما يقبلونه لانفسهم، لا يسمحون لغيرهم بما يسمحونه لانفسهم، عندما تنتقد تجده يثور ويغضب... ولا يتقبل هذا النقد بمرونة وسعة صدر. وهناك ممن يرفعون شعار الحرية و الديموقراطية من الكتاب والمفكرين وغيرهم... لا يقبلون لغيرهم ان يعبروا عن آرائهم إذا اختلفت عن توجهاتهم، وتجدهم يريدون الناس جميعا ان يسيروا على خطهم، ويسلكوا مسلكهم، ويتبعوا خطواتهم، واذا عبرت عن رأيك، وقلت ما في قلبك بمنتهى الحرية والشفافية، قذفوك بأبشع الاتهامات ونعتوك بأسوأ الاوصاف. انه العبث بالحرية، والتلاعب بها، وتطويعها لخدمة مصالح واغراض واهواء من يمتطون صهوتها، بعيدا عن القناعة والايمان بحتميتها وضرورتها في حياتنا. لقد عبثوا بالحرية حتى أرهقوها، وتلاعبوا بها حتى فقدت بريقها، وصارت كيانا مرهقا تعبا، وكأنها انسحبت من حياتنا لتستريح، بسبب ما عانته منا، وما شهدته من تشويه وتلاعب بأيدي فرسانها من نواب وكتاب وسياسيين ومفكرين. تصبحين على خير أيتها الديموقراطية والحرية، يمكنك الان ان تغطي بسبات عميق في بلدي، ونحن نرى المعارك الشرسة تثور باسم الحرية، والفساد ينتشر باسم الحرية، ومن حُماتها، والحماقات ترتكب باسم الحرية، والتجاوزات تتم باسم الحرية، والحرمات تنتهك باسم الحرية! تنامين يا سيدتي، ولا اعلم متى ستفوقين، ومتى نستطيع ان نقول لك صباح الخير ايتها الحرية... ودمتم سالمين.
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك