#جريدة_الآن زايد الزيد يحلل نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي وأسباب صعود اليمين المتطرف ؟

زاوية الكتاب

اعتبر أن ثمة خطراً يهدد العالم بسبب تصاعد خطاب الكراهية

كتب زايد الزيد 967 مشاهدات 0


النهار

جاءت انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي الأخيرة التي شهدت صعود نجم بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة، وخفوت نجم الأحزاب الكبرى المؤيدة للاتحاد الأوروبي وسياسة الانفتاح العالمي والهجرات، كدلالة واضحة على الخطر المحدق الذي يحيط بوحدة القارة العجوز ومشروعها الوحدوي العظيم الذي كان مضرب المثل في التكامل السياسي والاقتصادي خلال العقود الفائتة.


وحصلت الأحزاب اليمينية على انتصارات كاسحة في دول أوروبية كبرى مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ودول أصغر مثل سلوفينيا وبولندا، كما أنها أسقطت قوى تقليدية كبرى لطالما سيطرت على القارة الأوروبية وتحكمت في قراراتها.


وبالنظر إلى الأرقام، فإن سقوط أحزاب تقليدية كبرى مثل حزبيّ المحافظين والعمال في بريطانيا لصالح زعيم حزب الاستقلال نايجل فاراج في انتخابات الاتحاد الأوروبي، وصعود اليمين في إيطاليا بقيادة حزب الرابطة الذي يتزعمه وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، وفرنسا بقيادة ماري لوبان رئيسة حزب «التجمع الوطني»، ليس خطراً على وحدة القارة الأوروبية فحسب بل على العالم بأكمله، لأن آخر صعود لخطاب الكراهية هذا داخل الاتحاد الأوروبي أدى إلى الحرب العالمية الثانية التي أزهقت أكثر من 50 مليون نفس.


المصيبة الكبرى أن صعود خطاب الكراهية لم يعد مقتصراً على القارة الأوروبية، بل إنه ظاهر في الولايات المتحدة الأميركية بعد فوز دونالد ترامب بمنصب الرئاسة وتبنيه لسياسات انعزالية خطيرة، مثل انسحابه من اتفاقيات للتجارة المشتركة واتفاقيات تخص الأزمة المناخية، ومنعه مواطني العديد من الدول من دخول الولايات المتحدة وتخطيطه لبناء جدار كبير مع جارته المكسيك.


ورغم صدى الانتصار المدوي لليمين، فإن اليمينيين لن يستطيعوا السيطرة على رئاسة المفوضية الأوروبية التي تعد مطبخ القرارات داخل الاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب عدم امتلاكهم لـ376 صوتاً من أصل 751، لكنهم في الوقت ذاته سيسببون صداعاً للاتحاد الأوروبي بسبب امتلاكهم قوة لا يمكن الاستهانة بها بعد تحالف كتلهم السياسية.


وعلى ضوء انتصار اليمين في انتخابات الاتحاد الأوروبي و انفصال بريطانيا عن الاتحاد وانتصار دونالد ترامب في الولايات المتحدة الأميركية، يتساءل الكثير عن الأسباب التي تدفع الناس حول العالم للتصويت لليمين؟


الجواب على هذا السؤال معقد جداً، لكن يمكن اختصاره بعدة نقاط هي تصاعد خطاب الكراهية بفعل أزمة اللاجئين ووجود بعض الصعوبات الاقتصادية في الدول مثل إيطاليا وفرنسا ما يدفع الناس للنقمة على سياسة الأسواق المشتركة والمفتوحة، إضافة إلى تنامي التعصب الديني والقومي الذي لا تزال بعض بذوره موجودة داخل القارة الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية.


ختاماً، نأمل أن تكون المشكلات التي تعصف بمشروع الاتحاد الأوروبي والفوضى السياسية في الولايات المتحدة درساً لنا في الخليج لنحافظ على منظومة دول مجلس التعاون الخليجي التي أنشأناها قبل 37 عاماً وتتعرض لخطر محدق هذه الأيام بسبب الخلافات المؤسفة.

تعليقات

اكتب تعليقك